إِلَيْكِ أَصَخْتُ أَسْتَبِقُ اسْتِمَاعِي فَغَنِّي حَيْثُ يَحْمِلُنِي الْتِيَاعِي
شَجِيٌّ صُوتُكِ السِحْرِيُّ يَسْبِي أَحَاسِيسِي وَيُولِيكِ انْصِيَاعِي
فَإِنِّي رَاكِبٌ بَحْرَ الأَمَانِي وَلَحْنُكِ نِسْمَةٌ تَهْدِي شِرَاعِي
فَزِيدِي يَا حَمَامَةُ إِنَّ طَاقِي أَمَانٌ , إِنَّنِي حَامٍ وَرَاعِ
وَعِيدِي ثُمَّ عِيدِي إِنَّ عَيْنِي تُشَاكِي القَلْبَ أَشْجَانَ المَسَاعِي
وَدِيعٌ حَيْثُ تَجْرَحُنِي المَآسِي وَتَدْفَعُنِي النَّوَازِلُ لِلْضَّيَاعِ
وَمَشْحُونٌ بِأَسْرَارِ اللَّيَالِي تُضَجِّرُنِي نِزَاعًا فِي نِزَاعِ
تَقَنَّعْتُ البَرَاءَةَ دُوْنَ صَحْبِي وَأَهْلِي, لَيْسَ مِنْ زُورٍ قِنَاعِي
وَلَكنَّ الخَوَافِيَ مِنْ ذُنُوبِي أُوَارِيهَا وَأَحْوَالِي أُرَاعِي
وَفِي خَلَدِي مِنَ الأَفْكَارِ حَشْدٌ عَلَى التَّحْقِيقِ دَوْمًا فِي صِرَاعِ
أَرَى الدُّنْيَا عَلَى دَأَبٍ تُنَادِي فِإنْ لَبَّيْتُ قَامَتْ لِلْوَدَاعِ
وإِنْ بَقِيَتْ دَعَتْنِي لِلرَّزَايَا بِتَغْرِيرٍ وَفَنٍّ فِي الخِدَاعِ
وَإِنْ أَعْرَضْتُ أَرْسَلِتِ الأَمَانِي عَلَى أَثَرِي حَرِيصَاتِ التَّدَاعِي
كَفَى ذَا العَيْشَ مِنْهَا بَيْتُ أَمْنٍ وَصِحَّةُ سَاكِنٍ مَعَ قُوتِ سَاعِ
وَلَكِنْ للوَرَى أَفْوَاهَ نَارٍ مَوَلَّعَةٍ بِسَوْرِةِ الابْتِلَاعِ
رَضِيتُ بِقِلَّةِ الأَشْيَاءِ حَتَّى وَجَدْتُ رِضَايَ فِي الدُّنْيَا مَتَاعِي
أَسِيرُ مُبُرِّحًا مَا فِي طَرِيقِي وَزَادِي مَا يُبَلِّغُنِي انْتِفَاعِي
فَرَحْلِي الصَّبْرُ وَالتَّقْوَى دَلِيلِي وَثَوْبِي الزُّهْدُ وَالحُسْنَى شُعَاعِي
وإِنْ رَابَتْ طَبِيعَةُ مَا أُعَانِي تَيَقَنّتُ الطَّبَائِعَ بِالطِّبَاعِ
وَآمُلُ مِنْ غَدِي مَا شَحَّ يَوْمِي بِهِ مُتَفَائِلًا فَاللهُ رَاعِ
وَأَدْنَى الهَمٍّ لا أُؤْذِي البَرَايَا وَإِنْ أَوْفَيْتُ مَا فَوْقَ الصُّوَاعِ
وَأَسْكُبُ لِلْإِسَاءَةِ مَاءَ حِلْمِي سُكُوبَ الغَيْمِ فِي جَدَبِ البِقَاعِ
وَلَيْسَ عَلَيَّ أَنْ تَحْيَى ثِمَارٌ فإِنَّ الأَرْضَ ذَاتُ ذَرًا وَقَاعِ
وَأُطْرَى طَيِّبًا مَا ذَاكَ مِنِّي وَلَكِنْ مِنْ شَذَا الأَدَبِ المُذَاعِ
وَلَولا فَضْلُ رَبِّيَ إِذْ هَدَانِي لَسُؤتُ وَسَاءَ عِيْشِي غَيْرَ وَاعِ
سَأدْرَأُ مَا حَيِيتُ السُوءَ عَنَِّي وَعَنْ أَهلِ الإِخَاءِ بِمُسْتَطَاعِي
لَعَلِّي قَبْلَ تَوْدِيعِي وَفِيٌّ وَأَهْلٌ لِلثَّنا بَعْدَ الوَدَاعِ



رد مع اقتباس
