|
|
| عَزَمْتَ عَلَى الرَّحيلِ أَمَا تُبَالي |
|
|
بِمَا خَلّفْتَ مِنْ رَهَقٍ بحَالي |
| وَصُغْتَ نِهَايَةَ الأَحْلاَمِ فَرْدًا |
|
|
و كُنْتَ بِبَدْئِها تَرجُو وِصَالي |
| أَتُوقُ لِأنْ أُسَافِرَ فِيكَ دَهْرًا |
|
|
ففِي دُنْيَاكَ طَابَ لِيَ انْعِزَالي |
| أرَاكَ مُحَلّقا في كُلِّ صَوْبٍ |
|
|
و أَتْبَعُ ما رَسَمْتَ مِنَ الظِّلال |
| وفِي الأَنْحَاءِ أَبْحَثٌ عَنْ وُجُودٍ |
|
|
وَ عَنْ أَثَرٍ وَ إنْ يَكُ فِي خَيَالِي |
| أُلاَمِسُ طَرْفَ أَشْياءٍ عَسَاني |
|
|
أُصَادفُ لَمْسةً مِنْ رَاحِ قَالِ |
| وتَنْهَمِرُ المَدامِعُ في اشْتِيَاقٍ |
|
|
فَأَنْظُرُ في رَسَائِلِكَ الخَوَالِي |
| و أمْشي في طَريقٍ سِرْتَ فِيها |
|
|
و أكْتُمُ ما اسْتَطَعتُ، لَظَى سُؤَالِي |
| لَحِقْتُ خُطاكَ حَتّى أوْصَلَتْني |
|
|
إِلَى سُكْناكَ يَا أَغلَى الغَوَالِي |
| سَمِعْتُ بِبَابِكَ السَّكَناتِ قالَتْ |
|
|
بهَمْسِ الصَّمْتِ : يا رُوحِي تَعاَلِي |
| دَلَفْتُ إلى رِيَاضٍ أَنْتَ فِيها |
|
|
مَليكٌ سُدْتَ فِي وَطَنِ الجَمَالِ |
| مَنِ الهَيْفَاءُ قُرْبَكَ ؟؟ مِنْ حَلاَها |
|
|
كَإِنّي خِلْتُها دُرَّ اللآلي |
| سَقَتْكَ بِحُسْنِهَا الفَتَّانِ حَتَّى |
|
|
رَأَيْتُكَ قَدْ أُسِرْتَ بِلاَ نِزَالِ |
| هَمَمَتُ بأَنْ أَسِيرَ إِلَيْكَ لَكِنْ |
|
|
عَدَلْتُ عَنِ المَسِير لِمَا بَدَا لي |
| سَكَبْتُ مِنَ الفُؤادِ دُموعَ حُزنٍ |
|
|
فَقَدْ صَارَ اللِّقاءُ مِنَ المُحَالِ |
| و عُدْتُ إلَى دِيَارِيَ فِي انْكِسَارٍ |
|
|
و جَمْرُ الوَجْدِ يُلْهِبُهُ اشْتِعَالي |
| وَمَا غَيْر التَّفّكّرِ لِي أَنِيسٌ |
|
|
يُعَالِجُ لَهْفَتي وَ بِهِ انْشِغالي |
| أَأنْسَى ؟؟ كُلَّمَا يَمَّنْتُ عَهْدًا |
|
|
تُخَالِفُهُ وَتَمْحُوهُ شِمَالِي |
| إلَيْكَ أحِنُّ فِي سُهْدِ اللَّيَالِي |
|
|
كَمَا حَنَّ اليَبيسُ إلَى الطِّلال |
| رَحَلْتَ وَ لَنْ تَعُودَ إِلَيَّ لَكِنْ |
|
|
سَكَنْتَ القَلْبَ مَا غَادَرْتَ بَالِي |