| 
 | 
جريحٌ وبعضُ البوحِ بالحزن ِ قاتِلـُهْ  | 
 فـَصَلـُّوا على باقِـيه ِ لو أمَّ عاذِلـُهْ | 
فقدْ يمَّـمَ الأشعارَ ، واستقبلَ الأسى  | 
 وطـُهـّر بالشـَّوق ِ المُفـخَّخِ داخِـلـُهْ | 
وكـبَّـرَ في مِحرابـِه الهـَمُّ خاشعاً  | 
 تحاربهُ قــَبْـلَ الأعـادي شـَمَائـِلـُهْ | 
فصلى على الأحزان ِ ، والله حَـسبهُ  | 
 إذا أصْبحتْ تعوي بضَيـمٍ مفاصلـُهْ | 
فما العَـيْشُ للآسي سوى بعضِ قـتـْـلِهِ  | 
 ولو غرَّدتْ كـَظـْمَاً لغـَيض ٍ بلابلـُهْ | 
فـَرُشـُّوا على الأكـْفَانِ قـَطـْراً تشرَّبتْ  | 
 بأشـْعـَاره ِ والـذِّكـْرياتِ هواطِـلـُهْ | 
فكم كان يهْوى وصْلها لو تـنكـَّرتْ  | 
 لهُ بعضُها، واستـثــْقـَلتـْها شواغِـلـُهْ | 
وأمسى بتوديع ِ الأحبة ِ قلبـُه  | 
 صريعاً وفي وصْـل ِ الحياة ِ مقاتِـلـُهْ | 
تشيخُ بجـَنبيهِ الحرائقُ مِثـلـَما  | 
 تـَـشبُّ بوديانِ الضُّـلوع ِ زلازلـُهْ | 
وكم ماتَ في نيرانِها السـِّرُّ راكِعا ً  | 
 توَثــِّقــُهُ تحتَ العُـروق ِ حَـبائِـلـُهْ | 
فليس الذي يَجْري على فِـيه ِ سِـرُّهُ  | 
 وليس الذي يسعى ليـَلـْقاهُ ناقِـلـُهْ | 
فلو من حشاياه الفراتُ ودِجْـلـَة  ٌ  | 
 تسيلُ لما حَـسَّـتْ بري ٍدواخِـلـُهْ | 
ولو أنَّ ضامي الشـَّوقِ ترويهِ شـَرْبة  ٌ  | 
 لما باتَ يشْـكي الوَصْلَ في الحُبِّ ثاكِلـُهْ | 
ولو أنَّ قـُطعانَ الظـِّبا تأكلُ الحشا  | 
 لهانَ ، ولا أنْ تـُسْـتــذلَّ مَعاقِـلـُهْ | 
بهَجْر ٍ وإعراض ٍ على الميْتِ ضِدُّهُ  | 
 سَيُحْيـيهِ إن ماتتْ بغيض ٍ عواذلـُهْ | 
يمني الهوى في ظـُلْمةِ الهجْر ِ بالوفا  | 
 ويسألُ فِعـْلَ الغَدْر ، ما حَـازَ فاعِلـُهْ؟ | 
ويفعلُ في نفسي الجوى فعلة َ الرَّدى  | 
 وفي مُـقبل ِ الأيامِ تسمو دلائلـُهْ | 
فيا ليتَ قاضي الحبِّ يقضي بهجـْرهِ  | 
 وإلا بوصْـل ٍ يـَبْـلـُغُ الكـُلَّ نائلـُـهْ | 
فأتعسُ من في الأرضِ نفسٌ تقطـَّعتْ  | 
 رحيلاً لمن بالحُبِّ ضاقتْ سواحِلـُه | 
فما أرْوَع َ الأيـامَ لولا شـُرورُها  | 
 وأروع َ هذا الحُـبَّ لولا مراجِـلـُهْ | 
ومنْ جرَّبَ الأيامَ أغناه بعضـُها  | 
 عن البعضِ وازدانتْ بماض ٍ نوازِلـُهْ | 
وكم جِئتُ في كفـَّيَّ  قلبي أزفـُّهُ  | 
 لخل ٍ بدربِ الحُبِّ تـُضني مشاكِـلـُهْ | 
فأبعدَ عني الحُبَّ والحُبُّ نافرٌ  | 
 كما جاء غصْبـًا قد تولي مَحَـافِـلـُهْ | 
وقد يكرهُ الإنسانُ ما قد أحَـبـَّهُ  | 
 بجهل ٍوتجري بعد جَدْب ٍ جـَداولـُهْ | 
وما طاوعتْ نفسي الهوى بيد أنني  | 
 على غير وَعْـدٍ سالفٍ قد أقابـلـُهْ | 
كـَذا خُلِـقَ الإنسانُ تغريهِ نـفـْسُهُ  | 
 ومنْ مَبـْدأ الإنسان ِ تسمو منازلـُهْ | 
ويدفـَعـُني لؤمُ العدو وجهلـُهُ  | 
 وإني إذا طاوعتُ جَـهـْلي لقاتِـلـُهْ | 
بكفـِّيْ بشِعْـري بالتجاهُل ِ ساخِرًا  | 
 وخَطوي بدرب ٍ ليس في العمر واصِلـُهْ | 
أخاتِلُ بُغضي في رضى اللهِ ليتـَهُ  | 
 يـَكـُفُّ ويـَكـْفـِيهِ بـِطـَرفيْ تجاهـُلـُهْ | 
وما في الدنى أمرٌ جديدٌ سوى الردى  | 
 عليكَ وعلم ٍ ساد في الأرضِ باذِلـُهْ | 
رضيتُ بأمر ِ اللهِ في كلِّ حالة ٍ  | 
 وأسأله ُ أن تحتويني فضائلـُهْ | 
مددتُ يدي أرجوه علمـًا بجودِه ِ  | 
 وإحسانِهِ في الخـَلـْق ِ لو ضلَّ سائلـُهْ | 
ألا ربِّ أدْركني بعَـفـو ٍ ورحمـة ٍ  | 
 وهل خابَ من مُـدَّتْ لربي حبائلـُهْ؟ |