اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نادية بوغرارة مشاهدة المشاركة


** أمَــل **


كانَتْ أمَـل تَـمْـشي بِـرَوِيَّـة ، تَـجـوبُ دروبَ الـقـرية، تَـسْـتَـطْـلِعُ أحوالَها ،،،،

: ماتزالُ تلك الأصنامُ قائِمَة ؟؟ ألَمْ يَكُنْ على رأسِ بَرْنامَجِ رئيس البلدية المُنْتَخَب أنْ يَحْطِمها

لأنّها لمْ تـتركْ بابًا للْخَيْرِ إلا أوْصَدَته ، حتى أصْبَحَتْ قريـتُنا مَضْربَ المَثَلِ في الجَهْل ؟؟

كان الازدحامُ يشتدّ كلّما اقتربتْ أمل منَ البِناء المُقدّس ،الوجوهُ نفسُها والأجواءُ كما عَرَفَتْها ،

أمرٌ واحدٌ لم تلحَظْهُ مِن قَبْل، فقدْ لَمَحَتْ رئيسَ البَلدية يَتَوَسّط زوار المكان

والناسُ يُهَلّلون مُسْتبشرين ، يُصَفّـقـون للصّنَمِ الجَديد .


*******************************
الأخت الفاضلة والمبدعة المتألقة .. نادية .. تحية طيبة ..
اختيار الاسم / أمل / لم يكن اعتباطياً ، بل له دلالة قوية ، نستشف منها أمل في التغيير والتجديد ، أمل في استبدال الطالح بالصالح ، استبدال ليس في الوجوه بل استبدال التهاون بالعمل الجاد والهادف الذي يخدم مصلحة الناس ومصلحة الوطن ..
فعلا ،من الصعب زحزحة تلك الأصنام من مكانها ، والسؤال المحير هو : من صنع هذه الأصنام ، ومن ثبتها في مكانها حتى أصبحت قوية تملك الجاه والسلطة .. أليس هم أهل القرية ، ربما لم يحسنوا الاختيار ، وعليهم أن يتحملوا المسؤولية ويجنوا ثمرة ما قدمت أيديهم ..
فأمل فرد من أفراد القرية لا يمكن أن تساهم في التغيير بمفردها ،لذلك جعلتها الساردة بطلة واعية مدركة وشاهدة على تأخر القرية رغم تجدد الوجوه ، عاينت وشاهدت ، سجلت ودونت واستنتجت في النهاية أن لا أمل في التغيير من أجل مصلحة الوطن ما دامت حبكة الاختيار مبنية على الجهل وعدم أخذ القرار الصحيح .. بطلة خاب أملها لما وجدت المسرحية تتكرر بنفس الوتيرة ، التغيير الجديد هو استبدال رقم بشري برقم آخر ..
نص عميق وجميل ،عرفت الساردة كيف تشكل ما هو سياسي في قالب لغوي شيق بعدما حولت القضية إلى ما هو اجتماعي وثقافي .. على اعتبار أن الجهل وانعدام الوعي هما المعضلة الكبرى رغم ضمان حق الاختيار الملائم ..
نص يستحق القراءة والمتابعة ..
تحياتي وتقديري ..
الفرحان بوعزة ..