يا محكم التنزيل أنــــت دواؤنا
إن نابنا ناب السّقــــام ومزّقـا

من تشتكي ظمأَ الهواجرِ روحُهُ
فموارد التنزيل ريُّ من استقى

ما بال ألسنة العروبة لجلجـــت
وكتابُها فاق الفصاحةَ منطِـــقا

بيديكِ أسبابُ التوحُّدِ أمّتـــــــي
ما بال شملك في الأنامِ تفــرّقا

هو منحةٌ نحو السعادة مرشـــدٌ
ما بالنا يا قوم نوغل في الشقا؟؟

أنظر لذاك البحر كيف نجـا بهِ
موسى وفرعونُ المكابرُ أُغرقا

والنار مستعرٌ لظاها حينــــــما
ألقوا الخليل بها فلـــــــمّا يُحرَقا

لله أطواق النجاة فَلـُـــــذ بـهِ
وهلــــــــمّ إمّا شئت أن تتطوّقا
لكم أنتِ رائعة ياعنابة الجابي , فإن القلب يستريحُ في محطة هذه القصيدة المنيفة , والروح تحلق في آفاقها وتعانق سمو معانيها وألفاظها السلسة وتستمتع بالنظر إلى صورها والسماع إلى تغريدها
ذكرتني بماضٍ جميل تتحدر فيه الدموعُ الباسماتُ خشوعًا وأملاً ورجاءً وخشية , تراهم في حلقات التحفيظ أنواعٌ من الطيور تتعدد اصواتها الشجية وأوجههم تفيضُ نورًا , أختاااااه .. قد فتقتِ الذاكرة
ونبشتِ شيئا ممَّا بها , ووالله لن يذوق سعادة هاجر القرآن , ووالله لن يجد حلاوة الإيمان وطمأنينة القلب إلا من لازمه وعرف مدى أهمية كلام الله لموجه إلى عباده فقدره حق التقدير ومسح عنه غبار الهجر وعظمه , هذه الأبيات الحسناوات تذكرنا بالقرآن وعظمته وتبين عدم الاكتفاء بلفظه إنما تدبره ومراجعته ودراسته وإقامة حدوده واتباع مافيه واجتناب مانهينا عنه والقيام بحقه والوعي التام لما جاءنا من ملك الملوك جل في علاه, كما أنه من الأسس التي تتوحد فيها الأمة من العقيدة التي توحدنا واللغة العربية الفصيحة , لله درك ودر بطن أم أنجبتك يامبدعة ..

براءة مرت من هنا وتأملتها طويلا !