إمّا رأيت القوم ملّوا نومهم
عافوا الخنوعَ وللمكارم قاموا
ورأيتَ أرتالاً تودّع ليلها
وأتتْ إلى الفجر العظيمِ عظامُ
وإلى بيوت الله شقّتْ دربها
هذي الجموعُ وفي الدروبِ زحامُ
أحيوا من الروح المنزّل روحهم
في حرقةٍ يرويهمُ الإسلامُ
فاعلم بأنّ النصرَ أوشك فجرُهُ
من فتيةٍ في كهفهم ما ناموا
واعلمْ بأنّ الأرضَ قد عادتْ لنا
والقدسُ قد رُفِعَتْ بها الأعلامُ
يا فتيةً للفجرِ أنتمْ نورُنا
والنائمون على الهوانِ ظلامُ
أنتم طلائعُ نصرنا بوركتمُ
أنتم لكلّ العالمين إمامُ
الله أكبرُ صرخةٌ يعلو بها
إسمُ الإلهِ وتسقطُ الأصنامُ
منها شحذنا العزمَ يا أقصى ارتقبْ
جئنا إليْكَ وفي القلوبِ هيامُ
بانتْ لنا كلّ الأمورِ جليّةً
وتبدّدتْ يا قدسنا الأوهامُ
عفنا الهوانَ وقد ركلنا عجزَنا
فلتشهد استيقاظَنا الأيّامُ
قولوا لأربابِ الهوانِ كفاكمُ
هذا الطريقُ وما سواهُ حرامُ
إن تنهضوا هي ذي الدروبُ تضمّكمْ
أو ترفضوا فتدوسكم أقدامُ
رُفِعَتْ هنا كلّ الصحائف وانتهى
عهدُ الظلامِ وجفّت الأقلامُ