كتبت هذه القصيدة بمناسبة تأسيس "ملتقى القرآن الكريم" على أرض جامعة النجاح الوطنية بنابلس
ملاحظة: أرجو ممن لديه القدرة على التنسيق أن لايدخر جهدا وله جزيل الشكر.

أحبب بأنوار الهدايــــة والتُّقى
عرجت لها روحٌ تذوب تشوّقا
طال البعاد وقد أطلّــــــت كوةٌ
كانت لأرواح الأحبة ملتقـــى
وتتابعت تترى إليه مواكـــــبٌ
كالسيل من شمّ الجبال تدفـــقا
هي رحلة المجد التليد وقد بدت
حلماً على أرض النجاح تحقّقا
جبلٌ أشــمّ الراسيات تراه لــــو
أخذته غاشيةُ الكتابِ لأطرَقـــا
ولصار من بعد القساوة ليّــــناً
متخشِّـــــــعاً متصدِّعاً متشقــّقا
أترى أمام الطود باباً مشرعــاً
من دون قلبك يا ابن آدم أُغلقا؟؟
أنظُر الى العود الميبّس بعدما
مسّته نازلةُ السمــــــاء فأورقا
وحيٌ من التنزيل شتّت ليـــلَنا
نورٌ أطلّ على الوجود فأشـرقا
شهدٌ تقاطر من شجيّ حروفِهِ
فهلـــــمّ إما شئتَ أن تتـــــذوّقا
الآي كونٌ والحروف فضـاؤه
والصوت طيرٌ في المخارج حلّقا
هذا هو الترتيل دون حروفــِهِ
لحــــنٌ أمال الجامداتِ وأنطــقا
صمتت محاريب الوجود بشدوهِ
وتمايل الكون الأصمُّ وصفّـــــقا
مسكٌ تضوَّع من سماء حروفِهِ
أطلِق لروحِكَ منهُ أن تتَنشَــــــــّقا
دَرَجُ الجنان يصاغ من آياته
إقرأ ورتّل إنَّ من زادَ ارتـــــــقى
رتِّل فإنَّ الكونَ خلفَكَ منصتٌ
قد هزّهُ طَـــــرَبٌ فزادَ تشـــــــوُّقا
هذا فتى القرآن أكرِم من فتى
ركلَ الهوى وقد استقــــــام فطلّقا
يا صاحب القرآن حسبك هامةٌ
جاوزتَ هامات السحاب مُعـــانقا
يا ممسكاً وحي السماء بصدرِهِ
زادُ التّخلـــــّقِ فيكَ فلتتـــــــــخلّقا
أوليس قدوتـــَكَ الرسولُ فإنّـــهُ
لو شاء نـــــادى الأخشبين فأطبقا
لكن ترفّعَ رحمةً وتعطُّـــفــــــاً
ودعا لهم من بعـــــد ذاك وأشفقا
هذا لعمـــــرُ اللهِ إن أوتيـــــتَهُ
أوتيتَ فضلاً في المـــعالي سامقا
إن جاوزوا جهلاً فجاوِز عفّـــــةً
أو يمنعوا سفهــــــاً فأعطِ ترفّـــقا
هل ضرّ ضوءَ الشمس نفخةُ جاهلٍ؟؟
زادت رصيدَ الحُمقِ فيها أحمقـــا
قد ضلّ من طلب الرشاد بغيرِهِ
زلّت بهِ قــــدمُ الضّلالِ وأخفــــقا
يا فتيةَ القرآنِ أنتم ذخــــرُنــا
فبطهركم سنزيلُ أدرانَ الشّـــــقا
قد زادكم ربّ السماءِ تكرّمـــاً
لمّا تعهّد أصغرَيكـُـــم بالسّـــــــقا
هي رحمةٌ حفّت بهم وسكيــنةٌ
ومجالسٌ بالخيرِ تقـــــــطُرُ والنقا
أنتم مصابيحٌ تضيء لنا الدجى
وفوارسُ الميدانِ أنتم في اللــــــقا
يا فتيةً شرب الهدى من نوركم
والشهدُ جاء لشهدِكُــــــــــم متذوِّقـا
الصبحُ أسفرَ من ضياءِ وجوهِكُم
وقد استقى من نورِكُم كي يشرقـــا
يا محكم التنزيل أنت ملاذُنـــــا
إن أسدل الليلُ الغشومُ وأطبقا
قد صغتَ بالنور المبين أئــــمّةً
وبنيتَ صرحاً للمعالي شاهقا
يا محكم التنزيل أنــــت دواؤنا
إن نابنا ناب السّقــــام ومزّقـا
من تشتكي ظمأَ الهواجرِ روحُهُ
فموارد التنزيل ريُّ من استقى
ما بال ألسنة العروبة لجلجـــت
وكتابُها فاق الفصاحةَ منطِـــقا
بيديكِ أسبابُ التوحُّدِ أمّتـــــــي
ما بال شملك في الأنامِ تفــرّقا
هو منحةٌ نحو السعادة مرشـــدٌ
ما بالنا يا قوم نوغل في الشقا؟؟
أنظر لذاك البحر كيف نجـا بهِ
موسى وفرعونُ المكابرُ أُغرقا
والنار مستعرٌ لظاها حينــــــما
ألقوا الخليل بها فلـــــــمّا يُحرَقا
لله أطواق النجاة فَلـُـــــذ بـهِ
وهلــــــــمّ إمّا شئت أن تتطوّقا
[/gasida]