سألتُ الحقولَ علامَ الذبولُ وماءُ الجداول يسقي الثَّمر؟
حفيفُ الضُّلوع أثار الحنينَ فكان الأنينُ جوابَ الشَّجَر
طيورُ الحقولِ طوتها السُّهولُ فأضحَت رهينةَ تلكَ الحُفَر
هيَ الريحُ هبَّت بليلٍ بهيمٍ خلالَ الضُّلوعِ وبين الخُضَر
فأضحى هنا الزرع بعدَ النّضارِ كنارِالهشيم اذا ما انتشَر
سرى الموت في الرّطبِ حتى غدا كأعجازِ نخلٍ ذوى وانقَعَر
هو الغدر ريحٌ علينا سرى فلم يُبقِ للبِشرِ فينا أثَر
سألتُ الشُّموسَ إلامَ العُبوسُ وفيما يُخبّأ فيكِ الشَّرر؟؟
فهلاّ أغرتِ على اللّيلِ لمّا قضى في حقولِ البرايا الوَطَر
طوَيتُ القفارَ سألتُ البحارَ عن الموجِ لمّا لديها انحَسَر
أجابت بقولٍ شجيٍّ حزينٍ فقدتُ بسودِ اللّيالي القَمَر
وحارَت خُطايَ فلا المدُّ مدٌّ ولا صورةُ الجَزرِ مثلَ الصُّوَر
سألتُ الحُسامَ بأيدي الأنامِ وسفكُ الدِّما في ربانا استَحَرّ
إلامَ تُوارى بأيدي العَذارى وهل بعدَ ما قد جرى تُدَّخَر؟؟
سألتُ النُّجومَ وكلَّ الغيومِ لمَ الجوّ غطّى الفضا واكفَهَرّ؟؟
وبعد اللّغوبِ سألتُ الدروبَ أنبقى على دهرنا في سفَر؟؟
أثارَ القريضُ فؤادي المريضَ فضجَّ يواري أنينَ الضَّجَر
بخفقٍ يهزُّ كيانَ النفوسِ كصَوتِ الرُّعودِ اذا ما هَدَر
سألتُ اللَّيالي تواري خيالي متى يا ظلامُ يحينُ السَّحَر؟؟
متى يا صباحُ ستطوي الظلامَ فلا تُبقِ فيه كما لا تذَر؟؟
إلامَ الضَّميرُ سيبقى أسيراً وتبقى العزائمُ تشكو الخَوَر؟؟
إلامَ سيبقى جفافُ القلوبِ وهل لنُفوسِ الورى من مطَر؟؟
إلامَ سنبقى نشدُّ السِّهامَ ونبقى ضحيَّة جهلِ الوتَر؟؟
إلامَ نخونُ كتاب الإلهِ ونكفرُ آياتِهِ والسُّوَر؟؟؟
فقلتُ لنفسي سأطلُبُ أمسي فقالت لي الأمسُ أضحى خبَر
خذ العزمَ وانهَض وجافي الكرى ترى في أيادي البكور الظَّفر
هو الحقُّ أبلجُ مثلُ الصَّباحِ سيندحر الليلُ إمّا ظهَر
فأقدِم وبادِر ولا ترتَقِب إذا ما أردتَ استجابَ القدَر
غداً ستبيدُ جيوشُ الظّلامِ إذا النّورُ بانَ فأين المفَرّ؟؟
بنا سيعودُ السّنا للوجودِ ونرجعُ عهداً مضى واندَثَر
وترجعُ جندٌ ويرمي سعدٌ ويحكم كلَّ البرايا عُمَر!!