صبــاحَ الخيرِ يا دُنيَا صَباحَ الحبِّ و النُّورِ و يومُكِ طَابَ يا دُنْيا تجلَّى بَعدَ دَيجُورِ وهذا الأفْقُ منفـــرِجٌ تبسَّمَ عن أسَــاريــرِ و أرسَلَ بالضيـــاءِ سَناً تهَادَى بالتبـَــــــاشِيرِ و هذِي في الرُّبَى حُللٌ من الأزَهارِ كالحُورِ رآهَا الصُّبحُ ، فارتعشَتْ حياءً دُونَ تفكِيـــرِ و حيَّتْـه بعطرِ شذًى من الأكمَامِ منثـُورِ تُمسِّحُ بالندَى لحْظًـــا و تنْطقُ دونَ تعْبيرِ تَمِيلُ مع النسيـــم ِ إذَا تَروَّحَ بالأزاهــــــيرِ و حَانَتْ للفَرَاشِ رؤًى كأحْلامِ الأسَــاطيـرِ فمرَّتْ بالريــاضِ عسَى تفــوزُ بفَوْحِ كافُورِ و تهصِـرُ جِيـدَ سَــوْسَنةٍ و تلهُو في المقـاصِيرِ و فوقَ الدَّوحِ مُشتَملاً جمَالٌ جِدُّ مسْـــرورِ تلفَّع تائهًــا ، و زَهــــــاَ و غنَّى بالعصَــــافِــيرِ تُسبِّحُ في مآذنِهَــــــــــا بلحْنٍ منْ مزامِيـــرِ و تُرسِلُ خفقَ أجنــحةٍ و تَضْربُ بالمنــــاقِيرِ كأنَّ الصُّبْحَ في ألـَـــــقٍ وقدْ صافَى بتبْكيـــرِ صدَى قلْبي و قدْ أمسَى بأمْنٍ غيرِ محْــــذُورِ و في عِطْفَيهِ من سَكَنٍ جَمَالٌ غير مأسُـــــورِ فلا حُزنٌ ، و لا ألـَـــم ٌ و لا آهـــاتُ موتـُــورِ و لا وَطَنٌ على شجَنٍ يُسَامُ القيدَ في النِّيرِ يُحَشـــْـرِجُ في ليـــَـالِيهِ و يُصْبحُ غيرَ مَسْرورِ جريحاً يمضغَ البؤسىَ و يُنْشرُ بالمنـــــاشيرِ أنَا و الحبُّ في وطَنٍ بلا أرضٍ ، و لا دُورِ بلا قدْسٍ ، و لا أقصَى و لا فَجْــرٍ لتَحــــرِيرِ تعانقْنــــــا على غصُنٍ مِنَ الأيَّــــام مكسُورِ وَ شِدْنا لحْنَنا الغـَـافي برَغْمِ الكفْرِ ، و السُّورِ و رَغْمَ مقَـــــــابِرٍ تعْلُو على دمْعِ القَوارِيــرِ وقَفْنَا نُسْمِعُ الدُّنيَا و نُصْغي للشَّحَـــاريرِ و نوقِظُ بسْمَةَ الأسْحَا رِ في ليلِ المغَـــاويرِ صَبـَاحَ الخيرِ يـا دُنيَا صبَـــاحاً غيرَ مقـْــرُورِ بدِفْءِ الحُبِّ من وَطَنٍ عشقنـَــــــاهُ بتـــوقِيـــــرِ و هِمنا في محَـــاسِنِه برغْمِ الحَيفِ ، و الجُورِ و متْنا كَيْ يعِيشَ بلاَ مآسٍ ، أوْ معَــاسـِــيرِ و تسجَعَ في دَوالِيهِ عنادلُ في البـواكيرِ ويُشْرقَ صُبحُه ُ غضاًّ ندياًّ دُونَ تكْدِيــــــرِ غداً تَلْتَــامُ يا دُنْيا جِراحَـاتُ النَّـــواعِيرِ وتسْقِي أرضَنا العطْشَى صَباحَـاتُ المقـَـــادِيرِ



رد مع اقتباس