السقوط
آيلٌ للسقوطِ
وليس أمامك غيرُ السكوتْ
سائراً فى الصحارى زمانَ الظهيرةِ
تحمل صحتَك المتعبةْ
كجوالٍ من الثلج يسّاقط القطرُ مِنهُ
على أرضِ رحلتِكَ المجدبةْ
تتعامد شمسُ الظهيرةِ فوقكَ
تجلدُ رأسكَ
ترفع أنت جوالَك متقياً حرَّها
يغمر القطرُ وجهَك مختلطاً بالعرقْ
جارياً فى الشقوق التى أحدثتها الدموعْ
يتناهى إلى مسمعيك لهاثُ الخطى !
يلهج القلبُ بالخفقانِ
فتسرع قدرَ استطاعةِ رجليكَ
_ تلك اللتين تمسمرتا في التراب من الضعفِ_
يتجه القلبُ نحو السماءِ ويهتفُ:
ياربُّ هل سوف تغربُ شمسُ الصحارى ولازالتُ حياً ؟
وهل سوف أملك بعضَ الحراكِ
إذا ما وصلتُ ديارَ المساءِ ؟
لأنقلَ خطويَ بين النجومِ وأجمع في رئتيّ النسيمَ
وهل يتحققُ حلمى الذي كان كل مساءٍ
يكللنى بالسعادةِ ؟
هل سوف أفرحُ .. أمرحُ .. أجرى
كما كنتُ طفلاً بدون همومٍ ؟
وهل سوف يضحك قلبى إذاما ضحكتْ ؟
ها هو الآن يقترب الخطو أكثر منكَ
وتنظرُ خلفك ليس هنالك غير الغبارِ
فتسرعُ قدرَ استطاعة كلِّ كيانِك دون اتزانٍ
تحسّ بقرب السقوطِ
تحاول أنْ تتشبثَ بالأرضِ
قلبُك يطرق باب السماء ويصرخُ
: ياربُّ
يقتربون وأقربُ من كل شىءٍ مفاتحُ علمكَ
أوسع من كل شىءٍ سنا رحمتكْ
رحمةَ الربِّ ياربُّ أرجو
أنا عبدُك المستعينُ بذاتكَ
كفّايَ عُفِّرتا بالترابِ
فأجزل لقلبيَ فيضَ العطا
بعد دمعٍ صدوقٍ
تحسُّ السكينةَ تغمر قلبكَ
تمضي ....
وفي أذنيكَ لهاثُ الخُطى




رد مع اقتباس




