النظام و الميزان









سـرابُ المــاءِ فـي الصّحــراءْ


جِنــانٌ لـم يَصِلْهـا المـــاءْ


سحـابٌ مــا حَـوى قَطــرًا


دمــوعُ الشَّمـسِ في الأجــواءْ


و سيـفٌ لـم يَجِــدْ غِمــدًا


و رعـدٌ دونَـمــا أضـــواءْ


عيـــونٌ أغفَلـتْ نــــورًا


و عــاشتْ تَعشَـقُ الظَّلمـــاءْ


و آذانٌ لــــــــــآذانٍ


إذا أنصَفـتَ فــالصَّمَّــــاءْ


و قلـبٌ مــوحِـشٌ قَفـــرٌ


تَنــاسـى الحـبَّ بـاستعـلاءْ


كــلامٌ كـلُّــــهُ لغـــزٌ


و سُــمٌّ فـي رُبـى الأسمـــاءْ


و ظلــمٌ وصفُـــهُ عـــدلٌ


دواءٌ مِلــــــــؤهُ الأدواءْ


تَرانــا يــا أخــي جُدنــا


بـإهــداءٍ يلــي الإهـــداءْ


نظـــامٌ واحــدٌ يَســـري


يُنــادينــا إلـى الأهـــواءْ


و يُنســي عَقلنــا السَّــاهي

مصيــرَ الكــونِ للإفنـــاءْ

يُرينـــا الحـقَّ مقلــوبـــًا

و أقصـًـى لـم يَـرَ الإســراءْ

يَصـبُّ الكفــرَ ألـوانــــًا

كؤوســًا مـا بهـا إرجـــاءْ

فـأيـنَ الحـلُّ يــا قَومـــي


كـوَتْ إخـوانَنــا الهيـجــاءْ


و ضــاعــتْ رحمــةٌ منَّــا


و رُقِّينــَا علــى الأشـــلاءْ


أيــا فِردَوسَنــــا هبِّـــي


علينــا كِســوةً خضـــراءْ


فــربِّـــي إذنُــهُ أمـــرٌ


و قـدسٌ قــارَبَ الإحيـــاءْ


بِقـــاعُ اليــأسُ آمــــالٌ


بعــزمٍ أرعَــبَ الأعـــداءْ


و ديـــــنُ اللهِ ميــــزانٌ


صــراطٌ مـا بـهِ أخـطـــاءْ