في الذكرى الثالثة على رحيل الرجل الفلسطيني الأسطوري الثائر والمجاهد الأول قائد أكبر ثورة في التاريخ المعاصر الرئيس الخالد ياسر عرفات
ياسرٌ يا بن الحُمَام
يا بنَ قومي ملءَ عمري الْتزامـا
جئتَ شمساً هِمتَ بالأقصى غَرَاما
يـا وصيـفَ الأنبيـاءِ الأتقيـاءِ
طِفتَ فوقَ الأَنجمِ الأَعلـى مَقامـاً
يا رسـولاً قـد بلَغْنـاه جَسـوراً
في دروبٍ قـد فرشناهـا سلامـاً
اصْطفينـاك صَدوقـاً مـا كلَلنـا
قد أخذنـا منـك فِعـلاً لا كَلامـاً
واثبٌ فوق العُلا نحـو النَّواصـي
ابنُ قدسٍ أنـت فيهـا مُستدامـا
إذْ رأينا فجـرَ كـونٍ بعـدَ كـربٍ
مقبـلاً كالسيـل فينـا لا قَتَامـا
يا عظيمَ الشأوِ يا خيـر الغوالـي
يا شريفَ النهجِ جازْوت الظَّلامـا
قد حملنـاك رسمـاً فـي المَآقـي
ما خدشْنا لـك وعـداً أو ذِمامـا
بل رسمنا لك عَهداً فـي التراقـي
وافترشْنا الدربَ عطراً وابتسامـا
ردَّ لي ديباجتـي مـن سُجَرائـي
قد أحطنا حول قدسي ذا الصِّرامـا
صُبَّ لي من جامِ نصري ما ملأتَه
يا كبيرَ القلبِ يـا بـن الحُمَامـا
قد بلغنا فيك مَجـداً مـا انقطعنـا
عنكَ وَصلا نحو قـدسٍ لا مَلامـا
كيف لا! إنك فضـلٌ يـا رئيسـي
يا أميرَ السَّلم يـا رمـزاً حُسامـا
عُدتَ جَمَّازاً علـى ركـبِ البحـارِ
التـي رفرفـت موجـاً هُمَـامـا
مسرعٌ في الخطوِ لسـت الكَهامـا
يا بن أرضٍ نلتقـي فيهـا كرامـا
قد دعونا اللهَ مـدَّاً فـي سنينِـك
وارتباطاً في ثرى الرَّبـطِ دوامـا
يا إلهي أنت عـزِّي أنـت جَاهـي
أن تمـدَّ الرمـزَ عـزَّاً لا سُقامـا
يا ملاكَ الحربِ قد أعطـى سمانـا
أنجمـاً قلَّدتَنيـهـا والوِسـامـا
أسـأرتْ فيـك الليالـي سابقـاتٍ
كلُّ ما فيهـا شمـوخٌ لا جَهامـاً
قد سكبْتَ السلمَ فينـا بالشَّجاعـة
قدْ أقمتَ العمـرَ شَهمـاً أو إمامـا
ودعوتَ العُرب صُلحاً و النجائـبْ
نحو تحريرِ الصَّياصي والرِّغامـا
غيرَ مجذوذٍ ولا باغٍ مكانـاً بيـن
عهنٍ من نواصي الحُكـمِ زُحامـا
صاحبُ الطَّولِ الذي أضحى رسولاً
بينهم تبغـي عناقـاً لا انفصامـا
يا خليلي يا بن مسـرى الأنبيـاءِ
عشْ كريماً بين من صاغوا المَراما
كم طريقٍ قـد سلكنـا وانتهجنـا
عن كتابِ العَـود بُـداً أو نظامـا
ما انطوينا فـي بعـادٍ أو تقـاربْ
غير جسمٍ أوحدٍ كُنَّـا أو عِظامـا
يا بنَ فتـحٍ ذرْكَ منهـم طائفينـا
قد نبذنا سخطَهم نبتغـي الْتمامـا
ياسـرٌ: أشغفتنـا حُبَّـاً طـوانـا
في صروحٍ قـد أقمْناهـا سِنامـا
قد أطرْتَ الليلَ عَنَّا عـن سمانـا
كمْ شموسٍ قد بدت فينـا سجامـا
تأنفُ العيـشَ الذليـلَ والمنافـي
تألـفُ الأرضَ سلامـاً أو وِئامـا
في التراقي قـد حمَلْنـا مُكرمينـا
وانتشرنا في رحابِ المجدِ شامـا
يا شهيدي: حطِّموا الأجـداثَ تـوّاً
وانهضوا للرمـزِ حبَّـاً والْتئامـا
يا حصوراً قـد وقـاك اللهُ سُقمـاً
أنت وحيٌ من مليكِ الملـكِ دامـا