أصغيرتي..


ضاق المدى لما أتتني تسأل
من حُبها يغشى الفؤاد، وتجهل!
عاثت بها حُمّى الظنون فأقبلت
ترنو لما يجلي الشكوك ويغسل
قالت حبيبي.. هل سيفنى حبنا؟!
أيموت ضمئآنا هوانا.. يذبل؟!
ما باله بات الحبيب يصدني
ويظن من بعد العطاء ويبخل؟!
أيحق أن أشقى الزمان بحبه؟!
وأراه في عيش رغيد يرفل!
كيف السبيل وقد فتنت بظالم؟!
ليذيقني مر الكؤوس.. ويهمل!
فوقفت مشدوها يثير حفيظتي
قول تهادى يستشيط ويذهل!
ولمست زلزالاً يهز مشاعري
وبصيرتي باتت كنجم يأفل
متوسدا ذاك السؤال وحيرتي
ماذا أقول وما عساي سأفعل!؟
ما بالها لا تستفيق حبيبتي؟
من وهمها..ماذا دهاها تسأل؟!
فسؤالها حكم يجيز تألمي!
وجوابه مهما نجحت سأفشل!
فحبيبتي فيها العناد سجية
وترى الخطا عين الصواب وتنهل!
وهي التي ترمي السهام وتشتكي
ويثيرها مني العتاب فتحمِلُ!
وكأنها طفل يباح دلاله
والحق فيما يدّعيه ويفعل!
فحديثها حلو كشدو بلابل
إن غرّدت تشجي القلوب وترحل!
ولكم أتتني تستبيح مواجعي
وتسل سيفا في الفؤاد وتوغل!
وكأنها تهدي إلــيّ هدية
أغلى من الدر النفيس وأجمل!
فإلى متى يلهو الزمان بعاشق؟!
أودى به طيش الحبيب، ويمهل!
ويخاف أن تأوي الصغار حزينة
لا..لا يجوز بأن تلام وتعذل!
وإلى متى يبقى الرجاء معلق؟!
وصغيرتي تقسو عليّ وتخذل!
أصغيرتي إني فتحت كتابنا
وقرأت ما يحوي الكتاب، أحلل!
عهد مضى يا من عشقت يضمنا
فلعلني يوماً قسوت فأخجل!
فوجدت ما بين السطور يجيبني
ويقول إني من ظُلمت وأعُذل!
وأنا الذي يشكو هواك وقلبه
ينسى الجراح إذا دنوت ويُقبل!
فلم التجني والسؤال وحبنا؟!
يزهو كما يزهو الربيع و يرحل!
أصغيرتي.. إني سئمت من الهوى
ومن الأسى.. إني سئمت سأرحل!
فإذا سألتِ، فكم سألت بغصة!
ماذا جنيت من الغرام وأجهل؟!
فيبثني عبر السنين حقيقة
وشهادة أني عشقت لأُقتل
وإذا ندمت على الفراق تذكري!
وتأملي كيف القتيل سيوصل!
فالحب يا أغلى النسـاء مشاعر
إن أهملت مثل الزهور ستذبل!

مريع عطا عسيري