ملاحظة :
نــــــــــــــــــــداء
قسماً، ما حلّق البدر وناء
لن يموت الحب يا أغلى النساء
لا وكلا، ذاك عهد، فالهوى
لم يزل ميثاق عهد ووفاء
لا تخافي، ربة الحسن، فلن
أرغب العيش، وأسعى للبقاء
كيف لي، والقلب يهواك، وهل
دون حبي، سوف أحيى بهناء!؟
ذاك أسمى ما أتى الأمس به
إنه قوت فؤادي والدواء
فاهنئي يا قرة العين، فمن
يعشق الدرّ، سيعطي بسخاء
لا تظني حوليّ السوء، فما
خنت عهدا صغته يوم اللقاء!
أو تقولي إنه ضاع سدا
وتهاوى بين صبح ومساء!
كيف يهوي فجأة غاليتي
صرح حب قد بنيناه سواء!؟
سوف يبقى شامخا مزدهرا
وسأحميه، ليزداد نماء
مؤمنا بالحب، مفتونا به
ما سقاني المر يوماً وأساء!
فكؤوس العشق شهد، وبها
لذة، تسلب لب الحكماء!
وإذا المر سقانا كأسه
فببعض المر برء وشفاء
لست أنسى كم قضينا لحظة
من شقاء ثم همنا سعداء!
ومضينا وكلانا فرِحُ
ونسينا كيف بتنا تعساء!
فاطمئني، غادتي وابتسمي
جل من سواك طهرا وحياء
واعذري خلا بدت سوءته
فعتابي حين أتلوه نداء!
فأنا من جاد عشقا، زمنا
وتغنّى، وسيرضى بقضاء!
لست أخشاه وقد عشت له
وسأقضي باقي العمر عطاء
لن أبالي ما تجنّى، فعسى
ينجلي الغيم، فينثال ثناء
كم سيشدو ذات يوم، وكفى
ينصف الدهر فؤادي بجلاء
فأنال الفضل حيا، وكذا
بعد موتي، يصدح الخل دعاء
وينادي، أين يا ليل فتىً
كان فينا يملئ الكون ضياء!؟
فيجيب الدهر، ولىّ بعدما
عاش للمحبوب أرضاً وسماء
وينوح العشق باك حظه
ويئن الأمس حزناً ورثاء،
شعر: مريع عسيري
[/gasida]