|
يا سائلي عن أسى قلبي وعن ألمـي |
وعن دموعي التـي كالهاطـل العمـم |
لـمـا جــرت أفصـحـت عـمـا أكـابـده |
مـن المآسـي غـدت تصـيـح بالقـلـم ِ |
الـحـزن أرّقـنـي ، والـحـب حرّقـنـي |
فالعـيـن دفـاقـة فــي حـالـك الـظُـلـم ِ |
أمـسـي وأصـبـح هـمـي لا يفارقـنـي |
حتـى غـدوتُ أسيـر الـلـوم والتـهَـم ِ |
أنى لقلبي الجريح الأنس فـي طـربٍ |
وأمـة المـجـد تلـقـي الحـبـل للـقـزم ِ |
تـنـام والــذل يـلـقـى فـيـهـا مطـلـبـهُ |
مـن الهـوان، وعيـن الكفـر لـم تنـم ِ |
هـذي فلسطيـن قامـوا فـي مرابعـهـا |
فأسلـمـونـا لـجــرحٍ غـيــر مـلـتـئـم ِ |
كــم حــرةٍ سلـبـوا مـنـهـا كرامـتـهـا |
وكـم أراقـوا دمــاً فــي ذروة الأكــم ِ |
عاثوا فسـاداً فقـل لـي أيـن نخوتنـا؟ |
وأيـن خالدنـا فــي جـيـش معتـصـم ِ |
أيـن الملاييـن مـن أهـل العـقـول ألا |
منـهـم أبــيٌ تـقـيٌ صــادق الـهـمـم ِ |
وأيــن فرسانـنـا الأبـطـال نذكـرهـم؟ |
أم أنهـم أصبـحـوا للـغـرب كالـخـدم ِ |
هانـوا فهـان علـى الأعـداء خطبـهُـمُ |
فأصبحوا تحـت قيـد العشـق والنغـم ِ |
" واحسرة القلب من أبناء جلدتنا " |
ممـن يعيشـون بيـن النـاس كالبهـم ِ |
لم ينزووا خجـلاً ، أو يرعـووا ندمـاً |
مـا حـركـوا ساكـنـاً فـالأمـر كالـعـدم ِ |
أبكـي عليـهـم وقــد ولــت كرامتـهـم |
وقـد مزجـتُ دموعـي حـرقـةً بـدمـي |
لمـا رأينـا بصيـص النـور فــي فـئـةٍ |
مـن الرجـال تربّـوا فـي ربـا الحـرم ِ |
مــن المسـاجـد هـبّـوا كالـيـوث لـهـا |
مـن المعالـي شمـوخ ٌ ليـس ينهـزم ِ |
تـقـدّمــوا وكــتـــاب الله يـحــدوَهــم |
فالخيل مُسرَجـة، والعـزم فـي القمـم ِ |
لكـنْ رأى الغـرب أن الـحـق قاتلـهـم |
فأقبـلـوا حنـقـاً فــي وجـــه منـتـقـم ِ |
خـانـوا عـهـودهـمُ، دكّـــوا بيـوتـهـمُ |
وصيّروهـا ترابـاً مـن لظـى الحـمـم ِ |
وقيـدوهـم وراء البـحـر وانصـرفـوا |
والقلـب مستبشـرٌ، بالثـغـر مبتـسـم ِ |
وخلّـفـوهـم جـيـاعـاً لا طـعــام لـهــم |
والناس قد أ ُقعِدوا مـن شـدة التخـم ِ |
ونحـن فـي صمتـنـا نبـكـي كرامتـنـا |
نـلـوك حسـرتـنـا، نـصـيـح بـالألــم ِ |
يـا أمتـي فانهضـي فالمجـد تـاق لـنـا |
والـعـز يرقبـنـا فـــي قـمــة الـهـمـم ِ |