أستاذتي الفاضلة الأديبة الشاعرة
بروق
لن أتحدث عن الغياب ... أود الدخول مباشرة في صلب الموضوع ... ... ولم أعد بغياب ، أقصد الغياب الذي يجبرك الإبتعاد .... هذا من غيبني :
أذكرك فهل أنت تذكرني .... ؟ ... موضوع الرائعة / دموووع
أضيف إلى ذلك أعمالي الخاصة والتي تستوجب الإبتعاد عن المنتدى لفترات
......................................
بداية كل ماذكرته جديدٌ بالأخذ به .. وهي مفاتيح لكلمات تطول أو تقصر .. غير أني أريد أيضاً أن أدلي بدلوي وإن كانت المضامينُ متشابهة في ذلك ... وقبل التطرق إلى ذكر المسائل التي تتعلق حول هذا السؤال :
لماذا نتوقف عن الكتابة ؟
أود أن أبين نقاطاً هامةً رئيسية هي صلب الموضوع ستجدين فيها إجابتي على سؤالك :
الكتابة كما هو معلومٌ هي خلاصة فكر متقد وإعطاء ثمرة التفكير والتي نؤمن بها وبأهميتها وواجبٌ علينا الحفاظ ونقلها بما يحفظها من التداخل والخلط وفصل الجلي من الزائف .... ولذا لا يعني بالضرورة أن كل الكتابات ممتازة من ناحية الطرح والأسلوب ومعالجة ما ، فمنها مايعبر عن الجوهر والمضمون ومنها دون ذلك ، والسؤال المطروح تتحد إجابته عن التوقف عن الكتابة في المنتديات ... وتأتي فكرة التوقف هذه ناتجة عن عوامل نفسية بحتة وفلسفية معقدة وأعني أن المنتديات ـــ وإن كان فيها من يلتزم بالموضوعية والدقة والبحث الخالي من الشوائب المصطنعة والمعقدة ـــ فهناك زخمٌ متلاطمٌ من الأعضاء والذين يحملون قيماً وأخلاقاً ... ( وكلٌ يعملُ على شاكلته ) هنا تنجم المخاوف وتراودُ الأفكار والآراء أصحاب الفكر المحب للخير والصلاح ... يتوجسُ منا خيفة من الأسماء ويشك في مصداقية عضو ما ، ولكن سرعان ما تتكشف لنا حقيقة الأمر ، ومن هنا يمكن أن أقول :
تعددت الأسبابُ و ( التوقفُ عن الكتابة ) واحدٌ
ومن هنا ما الذي يمنعني عن التوقف طالما وأنا مرتاح البال لا يشغلني شاغل .. أحب الكتابة والطياران في آفاقها منساباً في أزهارها وأوراقها ... ولي إتجاهٌ أحبه وأسعى جاهداً كي أنميه أولاً مستفيداً من الآخرين بما يخدم رقيي وتطوري المعرفي ... فمثلاً : أخاف جداً وأتوهمُ لو ن قصيدة لي سرقت وتطاولها تجار القصيد
من الذي سيحمي حقي الأدبي وأنا أرميها في بحر خضمٍ به حيتان تلقف ، هذا ما يسمى بالأوهام التي تأرق أحدنا وطالما يفكرُ في هذه النقطة ويدور في حلقة مفرغة ... ولهذا الأوهام والتوجس والخوف من أهم ما توقف أحدنا عن الكتابة وتلزمه التوقف وتعقبه الفرار تاركاً أحباباً يشتاقون قراءة حروفه .... هذه الأوهام تدورُ وتدور ... ولكن ما هو الحل في إيقافها وردعها ؟
هو معالجة هذا التوهم من بؤرة منبعة وبما يماثل التفكير فيه ... وأقدم حلول لنفسي وأريحها من هذا التفكير .. أخاف أن تسرق إنترنيتياً ... أنشرها في مدينتي أولاً كي أضمن حقي الأدبي .... لماذا توقفوا عن مداخلة قصيدتي ؟ أراها جميلة .... الغائب حجته معاااه .... وهكذا أحاول أن أخمد هذه الأوهام ... وهي بالمثل لكل واحد منا لما يحبه في مجال تخصصه ... ما يقال هنا يقال هناك ... هذا من ناحية ومن ناحية أخرى ...
تتوقف عن ظروف عضو ما ... فليس كل عضو مشارك ... وليس كل مشارك عضو ... هذه فلسفة أحبها كثيراً

أقصد أنه يجب صرف النظر إلى عدد الأعضاء ... فعددهم لا يعني شيئاً بالنسبة لإثراء فكرة ما .... ولذا لا أعد تجاوز الصفحات بأهمية بقدر ما أوليه من جوهر في الردود ... وليست المنتديات بأحسن حال وهناك وقد كنتُ عن كثب وأنا أشاهد مشاركة تجاوزت صفحاتها ما يعاد الخمس الصفحات ويا ليتها ردواً ذات مضمون يخدم المشاركة ... كانت عبارة عن أكاليل وأزاهير من الشكر والتقدير والحفاوة لموضوع لا يستحق قراءته أساساً ويعج بالأخطاء الفكرية والثقافية ... هنا إندفاعٌ عجيبٌ ... يا ترى ما السر
السر واضح وجلي ... تضيع للوقت وإشباع للرغبات والميول ... هناك يكتبون ليستمروا في المضمار الرقمي للمشاركات وكم بلغت ؟ وليتهم يدركون جوهر المواضيع ويعالجونها بالتحليل والنقد ... ولهذا لماذا لم يتوقفوا عن الكتابة ؟ ..!! ولهذا يجب الأخذ بالإعتبار إلى أن شبكة الإنترنت تعج بمن هبَّ ودبَّ ... ويكفيني أن أجد واحداً يشاركني ما أريد أن أصل إليه في منتدى ما.... هي التعمق والتمكن من الحوار والنقاش والمناورة ... كي أستفيد منها في حياتي الواقعية ... أفكرُ هنا لأجد لي حلولاً لمستقبلي وأجعل لي ذكرى ومحبة وإخوة صادقة بين أعزاء ما بين المشرق والمغرب .... وأؤلئك بالمثل تماماً : لماذا يتعمقون وإلى أن يصلوا إلى رغباتهم ونزواتهم ... ولا يفكرون بإقامة أصدقاء بالمرة ولا بالكرة ... لا أقول هذا عن نفسي لأظهر بمظهر النقي والتقي ... بل لأني عند حسن ظنكم ... ومن هذه النقطة بذات تتكشف لك الحقائق والجواهر والخبايا ... قد تتوقفي عن الكتابة لأنك لا تجدين من يساندك فكراً ولا قلماً ولا ألماً ... تتوقفين وتتبتعدين عن هذا وتبحثين عن غيره وهكذا ... تتعد الأسباب في ذلك ... تكرهين وكونك فتاة أن يساء لك بمجرد أن من الشباب من يعقب عليك في موضوعاتك ... أنتي لا تلقين لذلك حساباً ... دفعين الوهم ... طالما وأن لك فكرة سامية تريدين إيصالها إلى القارئ قبل المستمع ... ولذا لماذا كتبتي الموضوع هذا ؟
إجابته معروفة ... لديك أفكار تحبين أن يشاركك فيه الإخوة الأفاضل ... لتجدين من يدرك ما ترمين إليه ....
ولعل التوقف المتوقف على ظروف الواحد منا هي من أهم النقاط ... فقد تتعانق الكلمات والحروف ها أو هناك .. فتأتي للواحد منا عوائق تزيحه عن المواصلة أو توقفه رغماً عن أنفه ... يا حرااام
فأنا مثلاً وأعوذ بالله من كلمة أنا ... توقفت مجبراً لا مخيراً ولمدة من الزمن عن الكتابة الشعرية ... ولولا خصوصية القصة لي وشخصيتها لكتبتُ تفاصيلها هنا لتقرئي كيف التوقف وحقيقته وخفاياه ... ولكني سأكتفي بالإشارة إلى ذلك ... كان يومها يوماً عصيباً عليَّ ... كتبت أبيات خمسة ومن بحر البسيط لأدلل على بساطة منطقي ولستُ بذلك المتفاخر والمزهي بشعره بقدر ما تحملته من مرارة وكآبة أخنقتني ... ولا أخفيك بكيتُ ... ولا أعتبره ضعفاً لأنه كأي عمل يمارسه المرء في حياته ... وأعتقد أن هناك الكثير من الأخطاء الشائك التي تدور في أعتاب عقولنا وتحول من المحبة كراهية أو العكس ... كان مطلعها :
|
هذا اعتزالي عن الشعراء فاستبقوا |
لتشهدوا آخرَ الأبياتِ أكتبها |
|
|
توفقت هنا ... لماذا ؟
لمسارٍ رسمته فرأيته كان سبباً في شقائي ... وإن سمح لي أستاذ القدير / سمير ... باستعارة بيته هذا الذي طالما أردده :
|
أنا ما كتبتُ الشعرَ كي أشقى به |
لكنَّ هذا الشعرَ قد أشقاني |
|
|
لا أكتبُ هذه القصة الخاصة ... كي يقال : أني ... أني .... ، بقدر ما أريد أن أسوق لك واقعاً من محطة حياتي ..لتتأكد أن التوقف في الواقع شيئ والتوقف عن الكتابة في المنتديات شيئٌ آخر تماماً .... فما يدريك أن هذا صادق أو كاذب ... هذا شاعر أو متشعر ... وهكذا ؟؟!!!
هنا نعاني من المصداقية والذاتية والمواجهة الحقيقية .... ومن تعدد الأعضاء الذين يتجشمون هدم بناء صرح شامخ كهذا ... همهم الهدم لا البناء ... يحولون الحب إلى كراهية وعداء ... ومن قلة النخبة تواجداً وتفاعلاً وكلنا ندرك حق اليقين أن لكل واحد منا أسبابه وظروفه ... تواً كتبتُ هذه الأسطر

بعد أن أتممتُ ما ألزمتني أمي حفظها الله أن أقوم به

ولك أن تلحظي كثرة المشاركات الشيقة في واحتنا الجميلة ....
فالتوقف باختصار شديد تتوقف على :
ــــ عوامل نفسية ، وأفكار وأراء تجتاح أحدنا ، ظروف حياتية بحثة ومعقدة .
آملاً أن أفدتكِ .... بقلم / نسيم الصبا
إذا وجدت كاتباً كتبها في نهاية مشاركته ينتابك الشك ... ربما من يظن نفسه ... كتبتها هنا لأثبت لك أن من المتطاولين في ذات يوم في منتدى آخر... من يجبرك على التوقف ويملئ وجدانك وأحاسيسك ضعفاً ويأساً عندما يكون رده لك ... بعد حوار منحته وقتي وجهدي وتفكيري الكثير والكثير ... وتمنيت إفادة صاحب المشاركة ... يقول وبكل بساطة :
مشكوووووووووووور
مشكوووووووووووور
والله إنك عبقري ، ويضع مساحة بين الكلمات السابقة وبين ما يختم به هذه العجرفة ... بمساحة فارغة وفي الوسط
بس
على فكرة أنت فنان في النسخ واللصق .
تمنياتي لك بالرقي
أتركك مع هذه الأسطر آملاً السداد .... وأشكرك على موضوعك الذي ذكرني بأشياء وأثار لي الشوق إلى الكتابة وبلهف ... ولهذا سأرجع لك نفس السؤال وسأسبقه بالنفي :
لماذا لا نتوقف عن الكتابة ؟؟
مع أعذب التحايا القلبية وأصدقها