اخوتي في منتدى الواحة: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إثناء تصفحي إحدى المنتديات وقعت عيني على موضوع لفت انتباهي واسمه " من أنت ايها الناقد؟". كانت كاتبة الموضوع قد طرحت الموضوع باسلوب شيق مما دعاني أفكر كثيرا فيما ذكرته تلك الأخت المبدعة.

تساءلت في نفسي: ترى من هو فعلا الناقد؟ وهل هناك صفات معينة يتصف بها الناقد؟ أم هو ليس حكرا على الناقد وللكل الحرية في الانتقاد طالما الكل يقرأ حسب خلفيته الاجتماعية والتعليمية.

وقلت أيضا: هل يجب أن يقبل الكاتب برأي الناقد وهل له أن يرفضه حتى وإن كان مستوى ماكتب دون الفائدة .
توصلت في النهاية لراي اراه صوابا إلى حد ما. فقلت يجب أن نتقبل النقد ايا كان فحتى النقد اللاذع دون النوايا المبيتة ممكن أن يفيدنا لتنقيح مانكتب والارتقاء بمستوى علمنا لما يجب أن يكون وأن يتراجع الغث للوراء فلا نراه يشوه منتدياتنا .
اذا هيا نتعرف على النقاد..
فيما يخص الناقد:-
أصنف - برأيي شخصيا - الناقد إلى نوعين:
1- ناقد متخصص:-

* ناقد متخصص في أدب ما :-
- ناقد للشعر بأنواعه وأدواته العروض والوزن السماعي.
- ناقد للنثر وأدواته هي القدرة على فهم مابين السطور وأن يكون ذو أفق واسع." مشهود له بمواضيعه المميزة واطروحاته"
- ناقد للنصوص الأدبية من روايات وقصص قصيرة.

وينطبق هذا على المواضيع الدينية أيضا حيث يكون لها تفرعات كثيرة.

• الناقد الفني:- ويشمل نقد التصاميم وشروحات البرامج . أو ناقد للمواضيع العلمية
.

2- الناقد العام:

ويكون شخصا ملما بالمواضيع الأدبية المذكورة آنفا جميعها أو بالمواضيع الدينية أو يكون ملما بكلها . وهذه قلما نراها تنجح في المنتديات حيث لابد وأن يحدث قصورما في أحد الأقسام فلايكون لرأيه أي فائدة مرجوة .

بالطبع هناك من يصنفون أنفسهم كنقاد دون علمٍ ودراية – وماأكثرهم في المنتديات كما سترون في اسفل المشاركة هذه- ولكننا لن نضعهم في هذا التصنيف لأنهم سيكونون ممثلين لرأي شخصي بحت حسب نظرته للنص دون أي أدلة تثبن وجهة نظره.

أما الكتاب الذين يعرضون مواضيعهم للنقد:- فهم منقسمون – برايي – إلى قسمين فقط:-

1- كاتب يقبل النقد ويحترمه ويتعلم منه.
2- كاتب يرفض النقد بمجمله .


والآن هيا إلى السلبيات والإيجابيات ننظر إليها من خلال مقتطفات من بعض المنتديات دون ذكر اصحابها :-
حوار بين ناقد وكاتب يرفض النقد:-
قال الناقد:

مشاركه رائعه اخوي ***
ويعطيك العافيه
هناك بعض من الخلل في الوزن في بعض الابيات مما ورد في هذه المتألقة بوجودك
ولأختلاف اللهجات دور اساسي في الحكم
ولك كأقل تقدير هناك كسر
اسعدني حضورك ومشاركتك واتمنى تواصلك عزيزي
تحياتي وتقديري
.

رد الكاتب:-

اشكرك على مرورك اللطيف
وانتقد قولك ان القصيده فيها كسر
فهل انت شاعر ان كنت شاعر فمن اي منطقه وبلد
لأنك اكيد غلطان في تفسيرك
على العموم انا حطيت مساجله شعريه
والبيتين من كلماتي وهي بالفصحى ومن ضمن قصيده الفتها ان قبل سنتين
فلو انت شاعر فما عليك الا ان تثبت لي هذا
او ان تترك الغرور والكلام الفاضي
لان كلامك لا يدل على شاعر
مع احترامي لك ولكنك غلطان وعلى فكره
انا جميع ما اضيفه من قصائد اكتبه في نفس الوقت على الجهاز
واعتبر هذا تحدي مني لك لو تحب وفي الفصحى وليثس في اللهجه
مع خالص تحيااااتي
**
وهنا جاءت مُشَاركة جديدة كضيفة فما كان احد النقاد المعروفين أن شارك بالترحيب بها ولكن ليس من اجلها ولكن من أجل انتقاد من رحب بها ممن سبقه ولاحظوا معي:-
بسم الله الرحمن الرحيم
مرحبا بكى معنا واهلا بك اخت فى هدا المنتدى
تحياتى لكى

فرد الناقد في هذا المنتدى :-
جميلة هى ( بكى ) و ( لكى ) المكتوبة أعلى
ما علينا
****
وقال الشاعر رأيه حول القصيدة:-

قد نطلق عليها تجاوزا قصيدة
تحياتي
رد الكاتب :-
مرحبا بك
وتجاوزاً نقبل بك ناقد
!
***
وهكذا هو صراع الناقد والكاتب بين مد وجزر.
ولكن استوقفتني بعض المشاركات اللتي تثلج الصدر وتعكس وعي ثقافي كبير لدي القارئ والكاتب والناقد العربي:
فمنها قال الناقد:
الشجن هنا مغرق والعاطفة يتوسدها الصدق..
لكني أرى أحرفا غير ما أعهد..اعذريني إذ أقول أنني لم أجدك هنا بالمستوى الأدبي الذي ارتقيت إليه..كما أنني لم أجدك أكثر في **** بدأت أخربش تعليقا لكني توقفت..لأني وجدت أن كل كلمة كتبتها أنت أدرى بها..
اسمحي لي أن أرجوك أن تعودي بنا إلى علوَّك الذي ارتقى بنا
..
وكان رد الكاتبة الرائع هو:
هذه المرّة لم تكن المحاولة الشعرية هي التي حظيَتْ بشهادتك أيّها الكريم..
هذه المرّة كانت (أنا) هيَ من حظيَ بها..
و كم سُعِدتُ بذلكَ أستاذنا الفاضل..
وقفتَ للدّفاعِ عن (**) أمامَ هذه المحاولة الشعريّة التي جعلها ما اعتراها من ضعفٍ تبدو كالتهمةِ ل(**)..
أردتَ أن تقولَ للجميع أنّ (**) هوَ قلمٌ أفضل من هذا بكثير..
و سبقَ أن تخطّى هذه المرحلة بكثير..
لم أكن مخطئةً حينما كنت أعتبر شهادةَ ** الشهادةَ الأكثر مصداقيَّة..و الأكثر مدعاةً للاعتزاز .. لأنّها ببساطة..لا يمكن أن تتسلّل إليها المجاملة .. و لا ينالها إلا ما يستحقّها..
و كم أسعدني أن استحقّها ما كتبتُ يوماً مراراً..
و كم أسعدني أنه حتى هذه المحاولة استحقّت مرورك للتعليق و التنبيه
..
واتوقف هنا عند تعليقات النقاد المشجعة والتي تدفع الكاتب للمضي قدما في تنقيح مايكتب:-
قال الناقد:-
حسنا هذا ما لمحته في نص فاخر يستحق الكثير و الكثير من التقدير و الحفاوة
هنا أقول ... مرحبا بعودتك ايتها النثرية المبدعة و مزيدا من الجمال
ملحوظة صغيرة جدا من تلميذك في النحو اليست "جنونا في جنون"
؟؟
وآخر:-
من أروع ما قرأت لك بل ومن أجمل ما قرأت مؤخراً ...
فيها نفس الكبار وألقهم ... تعبيرات جزلة ، معان مبتكرة ، وجرس متميز.
كنت أتمنى لو لم تقع في بعض الهنات العروضية واللغوية هنا وهناك بما أخذ قليلاً من جمالها وهيبتها
...
وآخر:
اخي الكريم لو تفضلت بالتقطيع والشرح
مع خالص الحب
فاريد ان استفيد
ودمت شاعرا متالقا
وغيرها الكثير ولكن الوقت لايسعفني لحصر الموضوع في مشاركة واحدة لعل القرّاء لهذه المشاركة يتواصلون معي تحقيقا للهدف الأسمى وهو الارتقاء بالمستوى الأدبي والعلمي والفني للمشاركات مما سيؤئر إيجابا بالذائقة العربية .
ويبقى السؤال مطروحا بعدها: لمَ نخطئ حينما نكتب؟
إجابته طويلة ولكنني أترك الباب مفتوحا لمن شاء.

سلوى