الشعرُ موعدُنَا


وتر على نبـض الحيــــاة غنــاؤهُ
يحييه من رئــة القصــيـدِ هـواؤهُ
إن يلق بيــن الناس كلَّ قطيـعـة
فتـــراحـــم الكلمات فيه عـزاؤهُ
أو تَــنْــأَ أوطـــان ولا مــــأوى لـه
فبِبَيْتِ شعرٍ يستــــقيـم بقـاؤهُ
مـا ثـَـــمَّ إلا نجـــمـة وســماؤهـا
وعلى أنيـن الناي نـام مسـاؤهُ
قلِقًا ينازعه الحنين إلـى المـدى
فيــردُّه بعــــد الحنيـــن جفـــاؤهُ
كم تاه في وادى الحياة مسافرًا
ترديه في بحـر المنـى ظلمـاؤهُ
أهداه بحرك يا قصيــــــدة مرفـــأ
والحب عند العاشقيـن عطـاؤهُ
ما زال مرتديـــا عبــــاءة جــــده
يقسو عليـه كما الزمـان رداؤهُ
ما إن يســـوق الأغنيـات ترنمـا
حتى تــــردد لحنــهـا خنســاؤهُ
تقف الأماني قاب حب من يديه
وليس يدرك طرفها استـــجداؤهُ
سيظل يرفل في شــقاء حروفـه
وعلى شفاه المترفيـن هجــاؤهُ
مثلى ومثلك يا غريب له المـدى
ولغيرنا ضـــاقـــت عليه سمـــاؤهُ
هيئ ركـابك فالطـــريق مســافـر
والشعر موعدنا وطـــــاب لقــــاؤهُ
دع عنـــك ما يرديـــك لا تأبـــه لـه
قد عاش من يلقى الردى إغفاؤهُ
فامنح فــؤادك للحـــياة وكـــن بهـا
بيتـــا بجـــوف قصيـدةٍ إســــــراؤهُ
الشعر نافذة القلـوب إلى القلوب
وزادُ حـــجِّ العـــاشــــقيـــن ومـاؤهُ
ماذا يضــيرك إن رحلــت مــودعًـــا
أو عانق اللـــــحن الشجي رثـاؤهُ
في القــول متـسـع لما ضاقت بـه
سُبُلُ الحيـــاة فلن تُسَــطَّــرَ يـاؤهُ
ولتذكــر الكلمـــات حــرفَ طفـــولة
ألقـــاه في جُـــبِّ الــــرؤى آبــــاؤهُ
فالناس موتى في بيوت معاشهم
والعــاشــقون بقبـــرهـم أحيــــاؤهُ