لحظة فنائي

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

هنا موعدنا ...... وها قد أتيت يا بحر
فمالي أراك وحيدا ....!
أين هي ؟ ألم تأت بعد ؟
أم أني قد أبكرت الوصول إليك يا بحر
سأنتظر ... ولكني أريد هدوءًا بلا جزر ومد
فعندما تأتي حبيبتي ... ستقترب رويدا... رويدا
سنصمت قليلا ... ونبتسم كثيرا ..
حتى تتعانق أيدينا وتفوح منها رائحة العطر
عندها ... ستعرف كيف تكون لغة العشق
كم أنا مشتاق إليها ...

أتعلم يا بحر ....؟
في غيابها ... كل أصناف العذاب
تائه أنا وكأن عيني غارقة في الضباب
أهيم في ترحال كترحال السحاب
حتى أصبحت لا أعرف اليوم من الغد !

فهي ذاتي ... وكيف لا أهتم بذاتي
هي الحضارة مجسدة في هيئة إنسان
هي ينابيع الجمال ... حينما يتبخر الجمال
هي نور يقتحم الحلكة ليحررني من القيد
هي الغرَام.. هي المرَام.. وهي المُدام المعتَّق
هي .... من هي ؟
إنها لوحة شمعية من عبقريات الخيال
إنها ريشة تدندن على عروق السنين
لتُسمعني أرق لحن يولدُ من ثغر الفجر
نعم هي ... أيها البحر
أتسمعني ...؟
فمالي أراك في سكون ...
أين بوحك ؟... أين موجك ؟
إني لا أسمع قهقهته فوق الخلجان
لا ولا أشعر به على شاطئ الوجدان

لن يصبح حزني فرحاً دون مبرر ...
فارحل ...... فإني أشعر بحالة انكسار ...
وأنت وحيد ..... وحبك بعيد
قال هذا وتوارت الشمس باكية من خلف الغمام
لتجعلني في لحظة ... بقايا حطام
سكت البحر...
وحضر الليل...
وفنيت أنا...
وهي .... لم تأتِ بعد !!
فسحقا لهذا العشق العنيد ...


نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي