هموم مواطن سوري


لأنـي دائـمـا رجـلٌ حقيقي
أحـبُّ السير منتصف الطريق
سـأذكـر مـا يـؤرِّقني إليكم
وأنْـقـلـه بلا خوفٍ وضيق
أرى شـعـبي تمزِّقه الرشاوى
ويـنـخُرُ عظمَهُ أكل الحقوق
نـهـيـق حميره أضحى غناء
وصـوت الديك أصبح كالنهيق
وأخـرست البلابل حين غنّت
لـيـعلو سافرا صوتُ النعيق
وأضحى الكلُّ يخشى الكلَّ حتى
تخاف من الشقيق على الشقيق
إذا مـا رمـت أن تحيا سليماً
فغضَّ الطرف إغضاضَ الرّقيق
ودِن إن مـا أردت بـأي دين
سـوى ديـنٍ يطالب بالحقوق
وداهـنْ ثم نافقْ وارشِِ وامنع
عـن المعروف وأمر بالفسوق
وتـاجـر بالضمير فليس فرق
بـهم بين ابن سوء وابن سوق
ومـا لـغـة غدت تلقى رواجاً
سوى لغةِ المصالح في الطريق
غـدا الذهبُ الأصيل بلا بريق
وشُـبّـهـت الحجارة بالعقيق
وصـار الـحـرُّ للدينار عبدا
وحبُّ المال أضحى في العروق
إذا مـا كـنـت َذا مـال وجاه
فَـسلْ ما شئت تُعطَ بلا عقوق
سـتُـلـفى صادقا في كلّ قول
وتـحـظى بالصديق وبالرفيق
وتـلـقـى ألـف مسّاح لجوخ
يـهـزّ إلـيك كالكلب اللصيق
ويـرقـب مـنك إكراما وبذلا
ومـصّـة أصبع وفكاك ضيق
يـسـوق الشكر مهما ذاق ذلاً
ويمدح في الزفير وفي الشهيق
ومـن أمـثـالـه فـينا كثيرٌ
رمـونا في دجى ليل غَسوق
لـقـد ضقنا بهم يا ناس ذرعا
أمـا فـيـنـا جميعا من مُفيق
ألا يـا أمّـتـي يـكفي هواناً
وشـدّي الـرّحل للمجد العريق
قُـهـرنـا والـهزائم لازمتنا
وطعم الذلّ عشعش في الحلوق
فـهـيّـا نـمتطي هام المعالي
ونمسك عروة الحبل الوثيق
ونـنـشر في حسام الحقّ عدلا
يـمـزّق كـلّ ظـلام طليق
ويـجـدع كـل أنف قد تعالت
ويقطع رأس قطاع الطريق
فـقـومـوا للمبادئ وارفعوها
كـمـثـل الفجر آذن بالشروق
وعـودوا لـلشريعة بعد هجر
فـفـيـها مكمن السعد الحقيقي