كم علينا أن نصدق حرفا من خلال شاشة باردة.... أو ألا نصدّقه....
ربما يكون مجرّد رسم لصورة مقابلة على وجه الّماء...
تختفى إن حرّكته الرّيح، أو أيّ نسمةٍ عابرة... هو شيء لا تحفره الأنفاس كي يبقى... فلماذا نكذّب أعيننا و نمضي في حفظ وجه الماء على تلك الهيئة...؟؟؟؟
أما أن يكفينا ما كفانا بكتابة اسمائنا ذات وجع أو ابتسامة أو ما بينهما فيكفي...
لكن
ليس ليكون شاطيء أمان
كيف لي أن أعرف أو أتأكد من أنّ ما جمع و وحّدَ و أغرق في احتوائه لنا هو لنا وحدنا... و لم يكن مجرد ريح تعبث بكل طرف هنيهة؟!
" احتمالاتنا أطفال رُضّع "، كنت قد قلتها في مكان ما، تصرخ تريد تهدئة بحقيقة تسكت الجوع أو المرض أو الحاجة.
فأي الحقائق عليّ أن أعي، و هي مجرد احتمال
الشّاشة الباردة تجمع الغثّ و السّمين، الجميل و القبيح، و لا أشدّ من قبح الأرواح
هل لك أن تضمن لي أن يقول لي أحدهم أنه أحبّني و ألّا يكون قد قالها لألف غيري؟؟؟
و هل لك أن تضمن صدقه و لمّا يرني أو يختبرني؟
بل كيف لي أن أتأكد من كونه شابّا و ليس فتاة، أو حتّى طفلا يصغرني أو شيخا ربّى أبي و جدي؟
أو أن أتأكد من صدق ما يقول، فهل كلّ شاعر يقول بيتا يعنيه؟
و هل كلّ بيت ينبئ عن حقيقة؟
أعليّ أن أسلّم حرفي و أنفاسي لمن يقول، و لا أقول يدّعي، ففي قوله احتمال صدق و احتمال ادّعاء.
لست لأؤمن....
لأنّ الإيمان يستند على الحقيقة،
و لا حقيقة إن لم تكن كاملة،
و الكمال بالإحساس و الرّؤية و المشافهة و الفعل.
أمّا من خلال هذه الشّاشة، فلا تجتمع هذه أبدا، و لا شاطيء لها و لامرسى، هو عرض البحر، و جدّف لوحدك كي تنجو إن كنت تستطيع أو تعرف التّجديف.
الرّوح العطشى
8-7-2012



رد مع اقتباس