المزامير الأخيرة

مزمور(1)

صمتا فإني أيها الحذر أمشي ويسبق خطوتي القدر
قدري بأن أحيا وقافيتي أرض يكاسف شمسها قمر
نفسي كزهرة سوسن ذبلت لا طلّ يحييها ولا مطر
لا عطر في أوراقها فغدت باليأس تنتحر
فكأنها لحن يردده بين المقابر في الدجى وتر
لا شيء يشجيها ويطربها فكأنها في صمتها حجر

أرض يكاسف شمسها قمر
لا طلّ يحييها ولا مطر


مزمور(2)
أزف الرحيل وغارت الشهب وانفضّ ما جادت به الحقب
لم يبق بعد الراحلين سوى قلب مريض هدّه التعب
ها أنت صرت اليوم منفردا لا شيء إلا الصمت ينسكب
لا شعر تنشده فيسمعه خلّ يدغدغ عقله الطرب
أو صاحب تشكو له ألما متمردا في النفس يحتجب
في صدرك المكبوت أغنية زفراتها الجمرات واللهب

قلب مريض هدّه التعب
نبضاته الجمرات واللهب


مزمور(3)
صمت يسود كانه عدم ظلم دجت من فوقها ظلم
متثاقل الساعات فارغها لا ساق تحمله ولا قدم
ما زلت مذ ذهبوا أغازله صنم يبادله الهوى صنم
جرح إذا ما الليل حاصرني يشتد فيه النزف والألم
طيف لذكراهم أسامره وحدي أنا والليل والقلم
صمت يغالبني فاغلبه وأصوغ من لاءاته نعم

ظلم دجت من فوقها ظلم
يشتد فيها النزف والألم


مزمور(4)
من أنت قولي يا عذاباتي هل أنت ليلي أم نهاراتي
هل أنت أشعار وقافية أم أنت بعض من خيالاتي
قد ضاع منّي بعد أن رحلوا قلب تمرس بالملذات
حتى غدا لا يرتجي أملا متهالكا كرفات أموات
أواه.. من ليل أكابده مستحضرا همّي وماساتي
قد ضاع عمري في محاولة منّي لأخفي بعض آهاتي

قلب تمرس بالملذات
متهالك كرفات أموات


( الكامل)