مجمهرة الشريف في ذكر الثريف

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

دعوني هذه المرة أن أرسم البسمة على وجوهكم مع كثرة مآسينا ولكن هذه سنة الحياة .

الطعام المسمى " الثريف"

هو معروف في غرب وجنوب المملكة العربية السعودية

ويُصنع من خبز حبوب الذرة الحمراء وأحياناً البيضاء أو من حبوب الدخن

حيث يلت ويثرد الخبز مع الحليب الساخن ويمكن إضافة السمن إليه وقد يجمع السمن مع العسل

وكان يقدم في الجفان أو ما يسمى بالصحفة المصنوعة من الخشب

ويُؤكل طازجاً ساخناً وقد يحفظ ثم يعاد تسخينة وتليينه بالحليب مرة أخرى وربما كان أشهى وألذ من الظازج .

ويمكن أن يضاف الدقيق إلى الحليب وهو ساخن في على الموقد ويحرك حت يتجانس وينضج


سل الأجداد عن عيشِ الثريفِ قِراهم في الشتاءِ وكل صيفِ
وما عرف الأُولَى زاداً مثيلاً ولا عدلوا به رُبعَ النَّصِيفِ
ولا صَنعت ذواتُ الخِدْرِ زاداً شهياً للعيون وللأنوفِ
سواه ولا بكى الأطفال شوقاً لغير القرصِ عُفَّر بالصَّرِيفِ
فيا لله درُ مَنِ ابتدعنـَهْ وحزن السبقَ في صنع الرغيفِ
وحسبك من طحينٍ أو خبيزٍ كَسبكِ التبرِ من كفِ الظريفِ
يصففنَ الفطائرَ في جِلالٍ كصفِّ الجندِ في وضعِ الوقوفِ
ويثردنَ الفطائر في حليبٍ وريحُ الثَّردِ يعلقُ بالسقوفِ
ودخانُ الخليطِ وقد تعالى كأمطارٍ تنضُ على رضيفِ
تعودنَ الصنيعة في جفانٍ تعودتِ السبيلَ إلى الضيوفِ
إذا اجتمعوا عليه فلا حسيسٌ وليس سوى التمطق والرشيفِ
تعاوره الأيادي خاطفاتٍ كما الأرواح تُخطف بالحتوفِ
ترى الأنواءَ تلمعُ في سماهُ كلمعِ البرق في نَصلِ السيوفِ
إذا سُكبُ الحليبُ عليهِ يبدو كفاتنةٍ توشحُ بالشُّفُوفِ
يُصبُ الشهدُ فوق العيشِ صباً وكم صبٍ بمنظره شغوفِ
وإن تسكبْ عليه السمنَ فانظرْ إلى زهرٍ من الروضِ الأنوفِ
ولو شئنا لقلنا ذاتُ قُفٍّ سقاها السيلُ من بعد الجُفوفِ
إذا ما جئتَ فاطلقْ ذاتَ خمسٍ ودعْ عنكَ الملاعقَ بالرفوفِ
أعدَّ لكل معركة نصالاً وليس هنا سوى بسطِ الكفوفِ
هو المأثور عند البدوي أو من يرومُ العيش في قصرٍ منيفِ
فدعك عنك المطجَّنَ والمسحَّبْ ولا تُسلمْ غِذاكَ لكلِّ شِيفِ
ولا تَحفلْ بزادٍ من طُهاةٍ سوى من كفِ آنسةٍ نظيفِ
وما ضغط الدماء أتى أناساً سوى من خلط هاتيك الصنوفِ
ولا أزرى بأطفالٍ هزالٌ سوى أكلِ المعلَّبِ والجُفوفِ
وما ملئت بطون القوم إلا بأسقامٍ وأصناف الحتوفِ
هجرنا أكلنا في البيت حتى وقفنا بالمطاعمِ في صفوفِ
ولا ندري الأوانيَ أين باتت ولا ندري المعفرَ من نظيفِ
وما ملأ ابن آدم من وعاءٍ أضرَّ عليهِ من بطنٍ جروفِ


والآن
هل علمت شاعراً أوفى "الثريف" حقه قبلي ؟