بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني : أعضاء الوحدة
مازال عبيركم يعبق في ذاكرتي ، ووفاؤكم يسطع في سمائي
لقد ضربت في أودية الشبكة العنكبوتية فلا والله ما وجد أكرم منكم ، ولا أعذب عبارة منكم ، ولا أرق وأصدق مشاعر منكم
ما هجرتكم جفاءً ، ولا تركتكم نكراناً ، بل قعدت بي راحلتي عن اللحاق برابكم ، وبعد أن هزها الشوق إليكم تهادت إليكم لعلها تكتحل برؤياكم ، وتأنس بجواركم ، والتشبه بالكرام فلاح .
يسرني أن أبدأ عودتي بقصيدة (وداعاً )
وهي قصيدة قلتها عندما فارقت بعض المنتديات التي ما أن أقبل تسحر العيون بجمالها الزائف حتى أدبرت عجوزاً شمطاء
منديات قتلت فيها اللغة ، وأحرق الشعر والأدب .
أنزه منتدانا هذا عن عما حل بتلك المنتديات
ولذلك خذوا من هذه القصيدة حسنها وخلوا سيئها
أودعُكم صحبي بلهفي وعبرتي وأرسلُ أشواقي بحزن ٍ وزفرةِ
أودع ُ من كانوا إذا جنَّ ليلهم أجاذبهم أطراف همي وفرحتي
أسامرهم حيناً على خير غايةٍ لها يطربُ الأتقى وحيناً بغدوة ِ
وداعاً أيا صحبي ويا خير معشرٍ وداعاً لأفكاري وداعاً لصفحتي
فلي نفسُ أفطمها لدى كل زلة ٍ وإن لاح لي نهجٌ من الخير تاقتِ
أنزه أطرافي وطرفي عن الذي إذا مَسَّ أعلاماً من العزِّ ذلتِ
ولستُ بمن يُزري به العشق دهرهُ فمن غادة يدمى وينكى بغادةِ
ولو رمتُ أشعارَ المحبين صغتها وجئتُ بما يغري أخا كلِّ عفةِ
وأوقعتُ ذا اللبِّ في الحبِّ جاهلاً وغادرتهُ صَباً كمفتونِ عزةِ
ولو رمتُ أشعار الهوى صغت عذبها وخلفتُ مجنوناً على كلِّ صفحةِ
ولو كنت هجاءً لنكست شامخاً وأفسدتُ في الأنفِ رأيَ الحطيئةِ
ولو كنت مداحاً لبدلت صورةً لوجه المعيديِ حسناً كتحفةِ
ولكنني أسلمتُ للهِ مهجتي فسلمَّ لي ربي لساني ومقلتي
وما كنتُ ثرثاراً لدى كل محفل ٍ ولا تنطوي نفسي على كلِّ علةِ
خذوا فيض آهاتي وشعري هديةً وأهدوا لي الصفحَ عن كلِّ هفوةِ
أودعكم صحبي إلى غير رجعةٍ فلا تبخلوا عني بدعمٍ ودعوةِ
ولا تسألوا ماذا ولا كيفَ ما جَرى ولا من ْ ومما ولا مَنِ التي
وذو الطبعِ ذواقٌ لما لذَّ طعمهُ وذو السقمِ موقوفٌ على كلِّ غُصةِ
يضيفونني للجهلِ زوراً وتارةً بأنْ كنتُ لا أرضى الخَنَا للتزمُّتِ
فيا ليتني ما كنتُ إن كنتُ جاهلاً ويا ليتها كانت إذا كان موتتي
وكم عابٍ قولاً صحيحاً وربما من الفهمِ آفتهُ ومن كلِّ خفةِ
وكم منتدىً أضحى علي غيرِ منهجٍ بهِ ألفُ ذئبٍ طليقٍ ونعجةِ
ومائلةٍ أوفتْ على شفِّ حفرةٍ أمالتْ بغنجٍ ودلٍّ فمالتِ
فلا تستروا قبحاً بوصفٍ ملفقٍ فقد تكشـفُ الألقابُ عن كلِّ سوءةِ
وكمْ حُلّةٍ شـفـَّتْ من السوءِ مثلما رجوتَ بأن يـُخـفى على كلِّ مقلةِ
نثرتُ لكم نصحي على خيرِ منهجٍ وآثرتُ أعلاها على كلِّ ذلةِ
أردتُ بأن أحيا نصوحاً لأخوتي ولا آلوَ الجهدَ والحقُ ملتي
أتيتُ إلى صحبي وشوقي يزفني وغادرتهم والشوكُ يُدمي حشاشتي
أتيتُ وفي نفسي من الأنسِ مثلما أودعكم حزناً فيا موتَ فرحتي
رجوتُ بأن أحيا سعيداً حياتكم فمتُ ولم أبعثْ بها ألفَ موتةِ
خذوا كل أفكاري وآمالَ حالم ٍ من الدرِّ منثوراً وكلِّ القصيدةِ
وإن كان من حقٍ عليكم لمسلم ٍ فإنفاذُكم صحبي لهذي الوصيةِ
بأن تحملوا نعشي على خير محمل ٍ وأن تدفنوا قبلي ذنوبي وزلتي
وأن تقبلوا مني بنفسي عزاءَكم إلى كلِّ إخواني وكلِّ الأحبةِ
وحسبي يشاركني بنعشي أحبتي ومِنْ كلِّ بَرّ ٍ تقيّ ٍ و بَرة
ِ
شكري للجميع وشكر خاص للدكتور سمير العمري
إلى لقاء