أنا زهرَةٌ برّيَةُ الأهواء
..............تمشي على أطراف ذيْل رداءِ
لا شيءَ يشْبِهُني وتلكَ حقيقةٌ
................وحقيبتي فيها اليَراعُ دَوائي
لكنَّني في وحْدَتي متَمتْرسٌ
.............يأبى الأصيصَ تمرُّدي وإِبائي
حرٌّ أعانقُ زهرةً غَجَريّةً
.............فتسوقُني لِتَموتَ في أجْوائي
النّحلُ يطلبُني ليرْضعَ من فَمي
..........نسغَ الحروف وشهْوَةَ الإعْطاءِ
والنّملُ يعْجِنُ من رَحيقي خُبْزَهُ
.................ويكادُ يبْني بيتَهُ بِفِنائي
بالشّعر أغْسِلُني..نَداهُ وماؤُهُ
........يجري على وَرَقي ببرزخِ مائي
هيهاتَ تذبُلُ زهرتي ..فرحيقها
...........يحيي اليَباب فيرتوي بنقائي
أنا شاعرٌ في أحرُفي مطَرٌ وفي
............نبْضي حَفيفُ مروءةٍ ووفاءِ
ونسائِمي تسْري على هَمَساتها
.........بيضُ الرُّؤى ونفائسُ الأصداءِ
ماغادَرَ الشعراءُ من مُتَردَّمي
.........أو غادَروا بحري وجوّ سمائي
بل أبْحَرتْ سفني بأشرعة الهُدى
...............فتَعقّبتْ أسماءَهم أسمائي
هذا الذي وَصَفوهُ ليْسَ أنا "أنا
.........يَ" حكايةٌ تُروى ولستُ أرائي
ساقوا على "تاجي" سَمومَ رياحهم
...........هلّا انحنى ساقي ومالَ بنائي؟



رد مع اقتباس

