القلبُ أَوسَعُ مِن فراقْ
والنّفسُ ضَاقَت بالغَرِيقْ
لا تَجعَلِ الآهَ العميقَةَ فِي عُيونِكَ تَنْتَظِرْ
واعرُجْ .. كَما عَرَجَ البُراقْ!

لا الليلُ يَدرِي بالّذي خَبّأتَ
لا النّجماتُ تَرعَى ذِكرَياتِكَ
لا صَديقْ
والدّربُ أوسَعُ مِن خُطَاكْ
فاسرُج جَوادَكَ وارتَحِلْ
واحمِل سماءَكَ فوقَ صَهوَتِكَ الّتي شَبِعَت تُرابا
وامتَثِلْ
للأمرِ، واعرِفْ مُبتَغاكْ
واعرُجْ كما عرَجَ البُراقْ!

اللهُ يعلَمُ، وحدَهُ، ويرَى انكِسَارَكَ في رُؤَاكْ
اللهُ يرعَى كلَّ أوجَاعِ البَرايا
لَستَ وحدَكَ مَنْ تَنَزّلَ وَحيُهُ بالحُزنِ حتّى مُنتَهاكْ
فأنِرْ شُموسَكَ واستَفِقْ
واعْرُجْ .. كَما عَرَجَ البُراقْ!

يَجتَاحُ صَمتُ الليلِ جُرحَكَ
فاسْتَمِعْ هذي الأَهازِيجَ المعتَّقةَ الأَنينْ
الّليلُ دَربُكَ
ليسَ بعدَ الليلِ فجرٌ يَحتَوِيكْ
إِن سِرتَ وحدَكَ في الطّريق
الله خصّكَ واجتباك
والمَعجِزاتُ تَنَزّلَتْ
ما بينَ أضلُعِكَ المحطَّمةَ الّتي
ذابَتْ ضَياعًا واحتِراقْ

لا لَستَ وَحدَكَ في الطّريقْ
يا قلبُ فاسْتَلهِم صَداكْ
كَي تستَدِلَّ على رَفِيقْ
أضنَاهُ ذيّاكَ الرّحيلُ ولَمْ يَجِدْ
في القلبِ مِن أحدٍ سِواك
فَــاحمِلْهُ فوقَ جَناحِ رُوحِكَ وانْطَلِقْ
واعرُجْ كما عرجَ البُراقْ!