ذبل الصَّباح وصاح في أذن المدى:
أين الرّدى؟
ماباله خطف النّسائمَ واختفى
خلف السحابْ.
ركب العبابْ .
ورمى بسهم رائشٍ صدر السَّكينة والمنى.
واختال فوق ورودِ حلمٍ طلّقتْ فصل الجنى
زمن اليبابْ.
يامن طوى , عهد الهوى, وتلا تعاويذ الفناء
مغاضباً,
ونزا على تاج الخصوبة وارتدى......

سحقاً فقد بلغت سيول الدمع أركان الزّبى
فوق الرّبى.
والقحط في قاع القلوب مقامرٌ ربح السجالْ
خنق الخيالْ.
أدمى الطحالْ.
كالذئب ينهش جائعاً ثقب الوتين الثاغي.
ويشلُّ صوت أنينه بين المواجع و الصدى......

فجري عليلٌ يسرق الغلسُ الدّنيءُ دوائه
ويساوم الأنفاس بين القطع أو نفث الهمومْ.
حبس النجومْ.
يرمي بمنسأة التسابيح الحزينة والرجا
ويجزُّ ناصية الشّروق بخنجرٍ,
ُسقي النّذالة والدجى.
يستبدل الصّمت الرزين بضحكةٍ,
دوّت على حلق الزمان مريعةً
يقتات صخب رنينها من صرخة ٍ هبت مع الريح السمومْ
نابٌ تقطّر منه سمُّ الحقد وانتحر الجدا.....

مازلت يا شفق الغروب غريبا.
وبقيًةُ الأضواء تطلقها نحيبا.
لا تدبغ الفجر المهاجرعنوةً,ً
بالحمْرة المسروق نُصْعُ بهائها.
من رحْم أوجاع القصيدةْ.
دعها العنيدةْ
بنتأ وحيدةْ.
تختال فوق مراكب الفكر العقيم بهمسةٍ,
لتوشْوش العطر الدفين وتوقظ الفرح المجنْدل تحت
أزهار الحصيدةْ.
عسى الحروف إذا تهادى وقعها , بين العقول اليابسةْ
..
أن تمطر الأحلام في صحن الندى......