بناء الشعر
بِناءُ الشِعرِ مِنْ وَتِدٍ أصيلِ وَمِنْ سَبَبٍ خَفيفِ أوْ ثَقيلِ
وَلَيْسَ يَكُونُ إلاّ في نِظامٍ أماطَ لِثامَهُ عِلْمُ الخليلِ
لَهُ أثَرٌ على الأسْمَاعِ بَادٍ يَجُمُّ فُؤَادَ ذِي السَّقَمِ العَليلِ
فَكَمْ ذَا مِنْ قَتيلٍ لِلْقَوَافي بِلا سَهْمٍ وَلا سَيْفٍ صَقيلِ
يَزينُ عَمُودَهُ وَزْنٌ طَرُوبٌ وَحُسْنُ النَّظْمِ والجَرْسِ الجَميلِ
وَشعْرُ الأوَّلينَ لهُ بَهاءٌ وَلَيْسَ لَهُ بِقَلْبِيَ مِنْ مَثيلِ
عَجِزْتَ فَقُلْتَ إنَّ الوَزْنَ قَيْدٌ وَشَرطٌ لا يَقُومُ عَلى دَليلِ
رَكِبْتَ إلى القَصِيدِ سَراةَ عَيْرٍ فأنْتَ تَرومُ دَرْكَ المُسْتحيلِ
وإنَّ الوَزْنَ لَـوْ تَدْري رَكُوبٌ إلى رَمَلِ القوَافي وَالطّويلِ
وَغَيْرِهِمَا ، فَلَسْتُ أُطيقُ شِعْراً عَديمَ الْوَقْعِ والقَصْدِ النّبيلِ
وإنَّ مَطِيَّتي وَزْنٌ جَوَادٌ وهَلْ عَيْرٌ كَمَا الفَرَسِ الْأَصيلِ
عَلى سَنَنِ الجُدُودِ أَشيدُ شِعْري بَديعَ السِّرِّ ذِي لَفْظٍ جَزيلِ
ضَرَبْتُ لَكَ المِثَالَ بِذي المَطايَا عَسَاكَ تَعِي ، عَدِمْتَ الوَعْيَ ، قِيلي
وَشِعْرُكَ عِنْدَ مَنْ يَدْري رَديءٌ بِهِ خَرَسٌ وَذُو نَظْمٍ كَليلِ
وَإنَّكَ طارِئٌ غِرٌّ غَريبٌ وَذُو نَزَقٍ فَيَا لَكَ مِنْ دَخيلِ
تُؤَمِّلُ أنْ تَكونَ زَعيمَ فَنٍّ جَهِلْتَ طَرائِقَ الْفَنِّ الجَميلِ
وتَرْغَبُ أنْ تَجُوزَ إلى المَعالي عَلى أمَلٍ ، فَتُهْتَ بِلا دَليلِ
فَهَذا مَنْهَجُ الْأَشْعَارِ بَاقٍ بَقاءَ الفَجْرِ وَالنَّسَمِ الْعَليلِ


الأستاذ لحسن عسيلة بتاريخ 29/06/ 2016