| 
 | 
بِناءُ الشِعرِ مِنْ وَتِدٍ أصيلِ  | 
 وَمِنْ سَبَبٍ خَفيفِ أوْ ثَقيلِ | 
وَلَيْسَ يَكُونُ إلاّ في نِظامٍ  | 
 أماطَ لِثامَهُ عِلْمُ الخليلِ | 
لَهُ أثَرٌ على الأسْمَاعِ بَادٍ  | 
 يَجُمُّ فُؤَادَ ذِي السَّقَمِ العَليلِ | 
فَكَمْ ذَا مِنْ قَتيلٍ لِلْقَوَافي  | 
 بِلا سَهْمٍ وَلا سَيْفٍ صَقيلِ | 
يَزينُ عَمُودَهُ وَزْنٌ طَرُوبٌ  | 
 وَحُسْنُ النَّظْمِ والجَرْسِ الجَميلِ | 
وَشعْرُ الأوَّلينَ لهُ بَهاءٌ  | 
 وَلَيْسَ لَهُ بِقَلْبِيَ مِنْ مَثيلِ | 
عَجِزْتَ فَقُلْتَ إنَّ الوَزْنَ قَيْدٌ  | 
 وَشَرطٌ لا يَقُومُ عَلى دَليلِ | 
رَكِبْتَ إلى القَصِيدِ سَراةَ عَيْرٍ  | 
 فأنْتَ تَرومُ دَرْكَ المُسْتحيلِ | 
وإنَّ الوَزْنَ لَـوْ تَدْري رَكُوبٌ  | 
 إلى رَمَلِ القوَافي وَالطّويلِ | 
وَغَيْرِهِمَا ، فَلَسْتُ أُطيقُ شِعْراً  | 
 عَديمَ الْوَقْعِ والقَصْدِ النّبيلِ | 
وإنَّ مَطِيَّتي وَزْنٌ جَوَادٌ  | 
 وهَلْ عَيْرٌ كَمَا الفَرَسِ الْأَصيلِ | 
عَلى سَنَنِ الجُدُودِ أَشيدُ شِعْري  | 
 بَديعَ السِّرِّ ذِي لَفْظٍ جَزيلِ | 
ضَرَبْتُ لَكَ المِثَالَ بِذي المَطايَا  | 
 عَسَاكَ تَعِي ، عَدِمْتَ الوَعْيَ ، قِيلي | 
وَشِعْرُكَ عِنْدَ مَنْ يَدْري رَديءٌ  | 
 بِهِ خَرَسٌ وَذُو نَظْمٍ كَليلِ | 
وَإنَّكَ طارِئٌ غِرٌّ غَريبٌ  | 
 وَذُو نَزَقٍ فَيَا لَكَ مِنْ دَخيلِ | 
تُؤَمِّلُ أنْ تَكونَ زَعيمَ فَنٍّ  | 
 جَهِلْتَ طَرائِقَ الْفَنِّ الجَميلِ | 
وتَرْغَبُ أنْ تَجُوزَ إلى المَعالي  | 
 عَلى أمَلٍ ، فَتُهْتَ بِلا دَليلِ | 
فَهَذا مَنْهَجُ الْأَشْعَارِ بَاقٍ  | 
 بَقاءَ الفَجْرِ وَالنَّسَمِ الْعَليلِ |