تنتظر على موقف الحافلة
ناس كثيرون يقفون أيضا...يشتد حر الشمس و كذلك الزحام
تساءلت في نفسها : أين يمضي كل هؤلاء؟
أتت بعد لأي و انتظار حافلة قديمة متهالكة تتهادى يمنة و يسرة
تدافع الركاب نحوها و لكنها انسحبت حتى صعدوا كلهم فهي لا تحب التدافع
استقر بها المقام على كرسي بجانب النافذة
كانت الرحلة طويلة و الحافلة بطيئة ،شغلت نفسها اول الامر بقراءة كتاب تحمله في حقيبتها غير أنها سرعان ما ملت ،انتابها شعور بالغثيان ،طفقت تحدق في الأشجار العابرة من جانب الحافلة
صدحت في الحافلة أنغام فيروزية فتنسمت بعضا من روح في هذا الحر الشديد
ليل و اوضة منسية و سلم داير مندار
عليت فينا العلية و دارت بالسهرة الدار
لا تدري لم حل الطيف الحبيب أمام ناظريها،ابتسم لها برقته المعهودة .... مد يده الجميلة و همس : تعالي
ضغط بيده على راحتها
و في لحظة قليلة صغيرة عبرا حاجز الزمان و المكان
وصلا الاوضة المنسية،جلسا على اريكته الجميلة تلك
أمسك بيدها و كتب بإصبعه عليها : أحبك حتى تقوم القيامة
مشاعرها التي تاججت لم تعد ملكها ،باتت ملكه هو ،صارت تفكر بطريقته ،تكتب بأسلوبه هو ، تشرب القهوة من فنجانه ،تبكي من أحزانه ، تصبح أجمل من أجله هو فقط
أما هو فقد تملكته قلبا و روحا ،أصبح كل شيء لها و كل شيء هي
لم يعد يرى نساءًا سواها
قال لها : كل النساء مسمار في حذاءك !! استغربت التعبير
اردف : انتبهي مسمار واحد فقط... ثقي بذلك تماما
قالت له : لم و لن أقول الكلمة المقدسة إلا لك أنت وحدك أيها القادم مترعا جمالا و حنانا و شوقا ...
رد عليها : أسكرتني يا أنتِ بشهد كلماتك
لحظة خالدة،جميلة رائعة مليئة بالتوق ،توحدا روحا وقلبا ،ما شعرا به تضيق الكلمات بمعانيه ،.بسعته و رحابته
انتسخ حلمها .. ووجدت نفسها في الحافلة و لا شيء إلا الخواء و الحر و الزحام
توقفت الحافلة....صعد شخص ما
كانت مشغولة بأفكارها فلم تعر انتباهها .
لم تلتفت ناحية الباب ،جلس رجل ما بجانبها،وضع يده على يدها !!
جفلت منه و سحبت يدها ثم استدارت بغضب لكي توبخه

انفرجت أساريرها فما كان سوى حبيبها
أمسك يدها و كتب بأصابعه : أحبك حتى تقوم القيامة