السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كنت أحب قراءة الشعر، ولا تكاد تخلو خطبة لي من بعض أبياته، وطالما كنت أتمنى أن أكتبه، وقد كنت أظن أني لا أستطيع، حتى يسر الله لي في سجني شاعرين عظيمين هما الأستاذ خالد سعيد والأستاذ حسني البوريني حفظهما الله وفك أسرهما فتعلمت على أيديهما.
وحقيقة ترددت كثيرا بالمشاركة لشعوري بأني أقل من أكون تلميذ تلامذتكم، لكن حسبي أني أحاول أن أعبر بشعري من واقع معاناتي ومن دفقات مشاعري، فاعذروا تطفلي على أبواب عظمتكم، ولا تبخلوا علي بالنصح والتقويم، ولكم كل المحبة والتقدير
أول مشاركاتي هي قصيدة كتبتها في سجون الاحتلال الغاشم، أدعوا فيها إخواني الأسرى للثبات، وأن لا نظن أننا بسجننا لنا فضل على هذا الدين بل كل الفضل له علينا،فكلنا عيال على هذه الدعوة، يها نكون وبغيرها أبدا لن كون، أما هي فتكون بنا وبغيرنا، فلا فضل لنا عليها، بل كل الفضل لها، فإن كنا على قدرها تنزل علينا نصر الله، وإن تولينا سيستبدلنا بغيرنا ثم لا يكونوا أمثالنا، ولا بد أن نتذكر دائما: "إن الإسلام عظيم ولا يحمله إلا العظماء، فكن عظيما"

إن تولوا غُيِّروا
قالوا الحياة مريرة تتكدر
قلت السبيل عصيبة فتصبروا
إسلامنا دين عظيم خالدٌ
حُفَّت جنان بالمكاره فاحذروا
جاء البرية هاديا ومبشراً
بالنور بالحقِّ المبين يُعمِّر
نقل الورى للعز بعد مذلة
كانوا عبيدا للهوى فتحرروا
أرسى دعائمَ أمةِ الخير التي
بالعدل تسمو فوق من يتجبَّر
هذا سبيل السائرين إلى العلا
فتقدموا دوما ولا تتأخروا
قاموا وبين الناس أعلوا رايةً
فرواحلٌ، أدوا الأمانة ذكَّروا
أركانهم عشرٌ فتلك دعائمٌ
شادوا عليها دعوةً لا تقهر
حملوا مبادئهم بفهم واضح
عشرين أصلاً قد وعوا وتبصَّروا
عقدوا النوايا للإله وأخلصوا
صفت القلوب من الرياء تطهروا
العاملون بكل جدٍّ شمروا
نفس تضيء بهمةٍ لا تفتر
جعلوا الجهاد سبيلهم بشجاعةٍ
باعوا النفوس لربهم، لم يدبروا
رصوا الصفوف، توحدوا بإخائهم
ولبعضهم سألوا الهدى واستغفروا
سمت النفوس عن العلائق قد علت
فتجردت وعن الدنايا تكبر
لقيادة جعلوا زمام أمورهم
وثقوا بها، عن حسن ظن عبروا
ولبذل تضحية سراعاً سابقوا
ولغيرهم كانوا مثالا يؤثر
أعطوا ولاء للأمير بطاعةٍ
من طاعة الرب العظيم تُقَرَّرُ
صدقوا الإله بعهدهم ما بدلوا
ثبتوا رجالا مؤمنين وكبروا
فالزم صفاتِ المخلصين فإنهم
كانوا الرجال، وإن تولوا غُيِّروا
الحقْ بركبِ الحق واحمل دعوةً
تغدو عزيزا بانتمائك تفخر
وارفع لواءك، وانصرنَّ عقيدةً
لا تيأسَنْ، فالدين حتماً يظهر
يا إخوتي هذا الطريق تمسكوا
ما ضركم مكرٌ ولا مَنْ يمكر
نصٌ من الآي الحكيم مؤكد
إن تنصروا الدين المهيمن تُنصروا