خمسون درهما
قبل عشر دقائق من الموعد المدون على التذكرة ، ولجت محطة العاصمة الاقتصادية.تفحصت تذكرة سفري التي حجزتها منذ أسبوع للتأكد من مطابقتها للحافلة أمامي ... هي كذلك...
اقتربت من الحافلة، ضجيج و صياح حول الحافلة... خاطبت المسؤول عن استقبال الركاب و ترتيب أمتعتم :
- إن التذكرة لا تتضمن رقم المقعد.
- اصعد الحافلة و احجز مكانك.
بدا واضحا أن الركاب أكثر من الطاقة الاستيعابية للحافلة. طلبت منه ترتيب أمتعتي القليلة .. نظر إلي ثم إلى الأمتعة :
- خمسون درهما .
ابتسمت :
- خمسون درهما ، هل أحمل مخدرات.
- من يدري ؟؟؟ المهم خمسون درهما وإلا فاترك مكانك فالمناسبة عيد الأضحى و هناك الكثير ممن سيدفع أكثر منك على أقل من أمتعتك.
بدأت أشتم السفر و المحطة و الحافلات و..و الوزارة.
تدخل عون آخر من أعوان هذه الحافلة:
- اهدأ سيدي ستركب مرتاحا و سأرتب أمتعتك بيدي ..أعطه ثلاثين درهما فقط...
أخرجت ثلاثين درهما من جيبي ، وأعطيتها حانقا للرجل.. ثم انصرف..
اقترب مني هذا العون بوجه كأنه خريطة العام من كثرة الجروح و الإصابات ..
- أعطني عشرين درهما... فأنا من رتب أمتعتك، ولا تنس أن السيد قبل منك ثلاثين درهما بفضل تدخلي...