من بعض ما ظلّ مني
من جزر الصمت
من أحزان عمري أتيت
أخطو إليك يشتتني الوجع
وتسكنني الغربة
لا وطن
غير ...ما ظلّ من جسدي لي وطن
الفجر لي وطن
والربيع ...
... وفلسطين ...
ويحي كلّ أوطاني ...في غير مواسمها... أتيت
ورياح الشمال تغزوني
تمزق فيّ الشراع
تبعثر روحي
تشتتني في الفجاج أوجاع
ومن بين أحزاني ...وموتي البطيء ... بعثت
قبيل مواسم الخصب
تراني أضعت طريقي ...إليك
تراني نسيت
لن تكفر عني الأوجاع
لن يكفر موتي لو صلبت
هم من باعوا ...نعم ...وما قبضوا
وأنا رضيت ...وانا خنعت ....وأنا قنعت
يحيا أنا ...
وتحيا خلفي مدن الانصياع
و أنا سرت في مواكبهم بصمتي
بجهلي ...لمحت عيناك تستغيثين
أطفأت حرّ النظرة ...في وحل كأسي ...وشربت
وسكرت ...معتقة كأسي كانت بالدموع
...كم كأس تشبهني على موائدك كسرت
كم انكسرت وجمعت شظاياي من غير نظام
وواريت بتكلف جرحي وضحكت
كم ضحكت بمرارة
ورسمت على وجهي قناع
لازالت عيناك ترمقني بحزن أينما نظرت
غريب أنا ولا أحد يعرفني
كلّ الأوطان تنكرني
كلّ ثنايا الرجوع
وليس لي غير عيناك وطن
فكيف السبيل إليك
وأنا من أعلنتك بغيا
وأحرقت صورتك ...و...انتحرت