سطرت من نـزف الفـؤاد بيانيـا وكتبتُ من نَـزِّ الجـراح رثائيـا
وصنعتُ من كِسَرِ الضلوع يراعتي وغمستهـا بدمـي تخـطُّ كلاميـا
وجعلت من وجعي سطور حكايتي ورِقاعَ جلـديَ صفحتـي وكتابيـا
فأقلبُ الصَّفَحاتِ أطـوي ذكْرَهـا ويلُ اْمِّها مـرَّت علـى أعصابيـا
ألوي على بعضي أغالـب أدمُعـي وأنا على بعضـي أكابـدُ بعضيـا
متجمـلا بالصبـر أمشـي واثقـا وحشاي من ثِقَلٍِ المصائب جاثيـا
صوتـي بلعـتُ حروفَـه وأنينـه وبثثـتُ للرحمـن حـزن فؤاديـا
حتـى إذا جَـنَّ الظـلامُ ولَفَّنـي فاضتْ دموعيَ عند ذِكركِ خاليـا
أمـي وويلـي مـا أرق حروفهـا ما عاد ينطق بالحـروف لسانيـا
وأُساهُر النَّجمات ترقـب أدمعـي أبكي ويُبكـي الساهريـن بكائيـا
ويشُقُّ صمتَ الكون صوتٌ راح في رحب الفضـاء مـرددا ومناديـا
رحل الـذي كنـا لأجـل وجـوده نُكْرِمْكَ فاعمـل صالحـا تلقانيـا
بالله أمـي خَبِّرِينِـي يـا تــرى لما رحلتِ أكنـت عنـي راضيـا
من لي سواك إذا تعثرت الخطـى واغتم قلبيَ وانكـوى يدعـو ليـا
وإذا الكروب تلاحقـت وتتابعـت كم كنت لي حِرْزا وصدرا حانيـا
أسهرتِ عينك بالدمـوع وبالبكـى وأنا أنام وعـن دموعـك لاهيـا
ويلي لقد أدركت ضعـف حبيبتـي وأنا غريـبُ الـدار عنهـا نائيـا
رقدت هناك وهدَّها تعبُ السنـيـ نِ تقول يا رحمـن إرحـم حاليـا
ربـاه إنـي مسنـي ضـرٌّ وأنـ تَ بما جرى أدرى وتعلم مـا بيـا
ربـاه هوِّنهـا علـيَّ فقـد بـرى جسدي ورقَّ وصار عظميَ باليـا
ربـاه هـوِّن كربتـي ومصيبتـي يـا رب بلغنـي إلـى أحبابـيـا
عَظُمَتْ ذنوبي يـا إلهـي وانتهـى أجلي وجئتُ لباب عفـوك حافيـا
يا رب هونهـا علـيَّ بمـا تـرى خَلِقَ الرداء وقـد أتيتـك عاريـا
يا رب فارحم شيبتي , يا رب وقـ بل توبتـي واختـم بهـا أعماليـا
روحي فداؤك يا حبيبـة فانعمـي بجـوار رب لا يُخَيِّـبُ راجـيـا
ودَّعْتُ وجهك واستقـر بخاطـري صورا أراها فـي الخيـال ثوانيـا
ضّمَّنْتُها صدري وبيـن جوانحـي فضَحَ الجنـانُ بضمهـا أوجاعيـا
يا من يـردُّ علـيَّ روحـي إنهـا بقيت هناك علـى المقابـر ثاويـا
أنا يا فديتُكِ لم يزل فـي مهجتـي من نبض قلبك مـا يبُـلُّ عروقيـا
أمضي وأحمـال السنيـن تهدنـي أحيا وأحمـل فـي يـدي أكفانيـا
وغدا على حـوض النبـي لقاؤنـا وأبي هناك على المشـارب هانيـا
وملائـك الرحمـن تُكـرم وفدنـا والمسلمينَ إلى الجنـان فهـا هيـا






رحم الله أمواتنا وأموات المسلمين جميعا