من كرمة الفضل لا من خمرة العنب
أدهقت كأسي وفاض الشعر من أدبي
ثملت من نفحات الروح طاهرة
ومن صدور النّهى لا لمعةِ الحَبَبِ
حُييتِ يا دوحة الروض البهيج ويا
مواهب الفضل في مزدانة الرتب
تزدان بالجاهل المغرور غفلتُه
وازدنتِ بالفضل بعدالحسن والأدب
في موطن العز من دوح الكرام نمت
فاخضرت الأرض من إمراعها الخصب
تعيد "ميّا" و"ولاداً" ..وتمنحنا
"سكينةً" في ليالي الشعر والطرب
في كعبة الحسن التي أقدام" رابعة"
طافت بها, طوّفت في رحلة الطلب
تشفّ حتى تحيل الدهر أغنية
فإن قست.. عذّبت بالحرف واللهب
يا ذكريات الهوى والحزن عاودني
تلطّفي وأعيدي للهوى طربي
وأنتِ يا تاج أيامي ومفخرتي
تيهي دلالا فإن الدّل مُطّلبي
طوفي بحان التقى واقضي بشرعته
وأشرقي مثل شمس الله واحتجبي
ولا تبيعي الهدى إلا لطالبه
إن الهدى نسبتي في كل منتسب
ليت الرجال! وما في الحي من رجل
تزينوا بحُليّ الّنسوة النّجب
باعوا الوجوه رضىً لا در درُّهم
لغاصب الأرض والإسلام والعرب
يقبّلون ثرى أعتاب حضرته
وإن بدا صنما خرّوا على الركب ..
لله درّكِ يا كل الكرام وإن
عُدّت فضائلها .. أغنت عن النسب
أرى جبينك موصولا بعزته
فداكِ أمي يا "أم النهى" وأبي
دسنا بنعليك هاماتٍ مدنسةً
تبيع عزتها بالجاه والذهب
ومنذ صارت بحور الشعر مالحة
لذنا عطاشا بكوثر وردك العذِب