سأبدأ حيث انتهى الوقتُ هناكْ ، في أواخر الخريف الذي سبق الماضي بمرّتين
قد يكون التأريخ مشوشاً بعض الشيء، لكن للأحداث ذكرى ترفض كل أبراج التشويش
وتزورني في اليوم ألف مرةٍ بتقنية الاج دي،


لم يكن ذلك شائعاً حينها، حين ركبنا معاً قطار الحبّ القديم، وحين توقف فجأة دون سابق إنذارٍ كما بدأ،
هاتفٌ يرن، وعينيكِ ترفض التوقف عن اغراق طريقي بالمطر ، ويدين ترتجفان


وكأن دمشق التي قرأت عنها في قصائد نزار كانت قد قررت ان تترك في نفسي أدبياتٍ مليئة بالجنون واللهفة،
موجهةً لإمراةٍ لا تحتاجُ لوصف من حروف اللغة ،
بشواردها وحديقة تشرينها وأضواء شموعها قرّرَت أن لا تترك أحلامي ،
كما تفعلين أنتِ لسنواتٍ طويلة وعريضة،
ووجدت نفسي حين أضعتني هناكَ،
وكنت قد أضعت عند بابكم قلبي فوجدته في دمشق وعدتُ فضيّعتُني عند أول مرتفع لجبل قاسيون العامر بالحب المعلب في بطاقاتٍ ملونة،


وأنتِ كضوء السماء بلا عناوين مؤكدة، تمنعين عن قلبي شهقة الشعر كل ليلة
،وأعود لأكتب المزيد من حلم دمشق عني،
حلمٌ بقصيدة تستطيعُ أن تجدني مرة أخرى عند باب قلبك
ولم أكن في الطريق إلى هناك غاضباً بالقدر الذي كنتُ مجبراً على تحمله،
لكنها اللغة الكريمة جداً مع المحتارين امثالي،
تروض الحبّ بين فاصلتين، وتعطي لمعنى الدموع الخفيّة أصداءً من حروف ستبقى أكثر مما نتصور،


وفي المقابلِ يحتشد الزمان والمكان في حيز عينيكِ،
يمزقان نظرية "أنشتاين" فيتمدد قلبي على طول المسافات التي تفصلنا،


ويخبرني أحدهم ان دمشق تجبرنا على خلق أدبياتٍ مختلفة،
ودهوك تفعل ذات الشيء " أردّ قائلاً بعفوية المطيع لوالديه،
يُخبرني أن الحبّ حلمٌ مجردٌ من الخوف وآيل للسقوط في فخ الوقائع ،
وقلبي يفعل ذات الشيء ، لكنه اكتفى بالحلم في الوقت الحالي ، أرد بثقة العابر من على جسرٍ للمشاة،


يُخبرني أنكِ لستِ سوى هاجس،
فأتوقف هناك،
وتستمرين أنتِ في طرق أبواب الحلمِ كل ليلة،
كتشرين دمشق وقاسيونها،

وكشارع نوهدرا
في دهوك.






_____________________________
قد أواصل !