كنتُ أظن أنني سأهدي أستاذي عبد الرسول معله قصيدة يوم عودته من حج بيت الله .
ما ظننت أنني سأرثيه يوما
له الجنة مع الصالحين و لنا الصبر و السلوان.
يا ويحَ حَرفي في رثاءِ مُعَلمي
عبدِ الرسولِ أسوقُه مُتَرَدِّدا
كالطير مكسورَ الجناحِ أراهُ و الـ
حُزنُ استوى في خاطري و تَمَدَّدا
قد سُقتهُ ليَقولَ عنِّي فارتمى
بينَ القوافي نائحًا مُتنهِّدا
يبكي على شَيخِ القصيدِ و جَدِّهِ
بغيابِهِ الحزنُ استطالَ و عَربَدا
و على غيابِ مُعَلِّمي عن حَومةٍ
فيها النَحيبُ على الرجالِ تَسَيَّدا
فقدَتْ قوافي الشِعرِ حارسَها و مَن
كانَ المليكَ و حِرْزَها والسَيِّدا
تبكي على طَلل غَزاهُ غرابُ بَيْـ
نٍ بعدَما كانَ الهزارُ مُغَرِّدا
و على قَصيدٍ مُثخَنٍ بجِراحِهِ
إن مَسَّه عَبدُ الرسولِ توَرَّدا
و تئنُّ مِن وَجَعٍ إذا غادَرْتَها
كالغَيمِ في كَبِدِ السماءِ تَبَدَّدا
و تساءَلَ الأصحابُ أينَ سَميرُنا
مَن كانَ في الليلِ البهيمِ الفرقَدا
ما رُمتُ حَرفي في رثائِكَ سَيِّدي
و وَدَدتُه لو أنْ يَكونَ لكَ الفدى
ما رُمتُه حَرفًا حَزينًا باكيًا
كالليلِ يَرتجلُ الظلامَ و أسوَدا
لكنَّه الموتُ الزؤامُ قد استبا
حَ دموعَنا و على السُطورِ ترَدَّدا
اِِرحلْ سَعيدًا سيِّدي فلقد ترَكْـ
تَ بكلِّ ركنٍ ديمَةً فِيها الندى
و جيوشُ شِعرِكَ لم تَزَلْ تحمي رُبى
أوطانِنا و يَهابُها جُندُ العِدى
اِرحلْ و لستَ براحلٍ عنّا فما
زلتَ الكريمَ ؛ تَمُدُّ للشعرِ اليَدا
اِرحلْ إلى جَنّاتِ ربي هانئًا
ما أخلَفَ الوهّابُ يَومًا مَوعِدا