صديقي الذي يحيا بقافيَةِ الشّعر ِ
تطيقُ الجفا و الدمعَ منكفئَ العُمرِ

أيا شاعراً يحيا معَ الأرضِ حالماً
ظليلَ الأسى مورِفَ الظّلّ في الحَرِّ

لكَ الكلماتُ النّيّراتُ وَ إنّها
دواءٌ لما في القلبِ مِن وجعِ الدّهر ِ

لكَ الآنَ أن تكتُبَ الشعرَ صاحبي
فحاول وغني لحظةً بِفَمِ القهر ِ

ستسمعُكَ الأرضُ الحزينةُ و الصدى
وكلُّ الذي في القلبِ مِنْ وجع ٍ يسري

وكُلّ غرام ٍ حطّمَ اليأسُ قبرهُ
فصارَ سليبَ العُرفِ و الإسمِ وَ القدْرِ

أنا لا أطيقُ الحبّ بعدَ فواتهِ
وجرحي أراهُ الآنَ منتشِرَ السّطر ِ

أما علِمَ العُربانُ أن بلادهُمْ
خليع ٌ مِنَ الأرجاءِ سابيَةُ القِفرِ

يطوفُ الذئابُ السّودُ حوْلَ سِوارِها
وَمِنْ شُعُثِ الأوباشِ في غالبِ الأمر ِ

وَكمْ مِنْ رؤوسٍ مِلئها قدْ تَفرّقَتْ
على دَرَج الإلحادِ أو مرْبَدِ الكُفْر ِ

فيا أمةً مِنْ ألفِ عام ٍ و لمْ تزلْ
تُراوحُ ما قالتْ مِنَ الشّعر و النّثر ِ

أرى في الأفْقِ برْقا لما كانَ غائباً
و نورا منَ الإلهامِ مُكْتَمِلَ البَدْر ِ

لكِ الآنَ أن تحييْ سراجا بخاطري
و ما ضاقَ في قلبي سيوسعهُ صدري