إنَّكَ بالوَاحَةِ اللَوَّاحَهْ
طأطأة : همَّام رياض

الإخوة في الله - مُمْتنًا -

الأستاذة: الأديبة آمال المصري
الأستاذ: وليد عارف الرشيد
الأستاذ : هاشم الناشري
الشاعرة البوح : نادية بوغرارة
الموسوعة الأستاذ : ربيع بن مدني السملالي
المبدع الشاعر : درهم جباري
الأديبة الأستاذة : زهراء المقدسية
الأديبة الأستاذة : أماني عواد

..............................

وَقَفْتُ وَاجِمًا - وقَد عَنَّ لِي إسمٌ كإسميِ في حُرُوفِهِ - وهُو مُزدَانٌ بخِلَعِ التِّرْحَابْ التي خلعَها عليه السَّراةُ من فضليات و أفَاضِل الوَاحَة وَأنَا أسأَلُ نفْسي عَنه فَتُجِيب - كأنَّه هو - ورأيتُ صُورَتي ، فتَناثر إنبهاري بهذا الكَرَمِ الحفِّي والتَّواضعِ الجَليّ من أهل الواحة الأجِلاَّء ، وبِتِلكَ اللَّبَاقَة العَاليةِ الذَّوْق
أساتذتي الأجلاَّء
وحْدَهَا الكَلِمَاتْ مَنْ تَحمِل المشَاعر ، فَتَسْبُغُها خَفًقُا بالصِّدقِ ، و تَصْبُغُها نَبْضًا بالقصد ، و تفِدُ بِهَا مِنْ مُسْتَوْدَع الأَشْوَاقِ، إلَى مُسْتَقَرِّهَا فِي الأعْمَاقْ ، فَتلْتَقِي بِذلكَ رَغَائِبٌ و تَنْسَجِمُ غَرَائِبْ ، وًتَكُونُ بِمِلْئِ مَشَارِهَا مشَارِبُ النَّاسِ هَذِهِ ، و تظَلُّ الكَلِمَات مَلَكَاتْ ،
بَيْدَ أَنَّ ماانْدَلَقَتْ بهِ المَشَاعِرُ دَفَّاقَةً من حُبٍّ للَّه ، و انْطَلَقتْ بِهِ العَواطِفُ رُخَاءً من مَحَبَّةٍ فيه ، مِمَّا انقَدَحَ منْ عَلْيَائه وارِدًا ، ثُمَّ انْسابَ فَيَّاضًا مِنْ عالَمِ الرُّوح ، ما تَظَلُّ تَنُوءُ بِحَمْلهِ العبارات جَوَازِلُهَا ، وَتَنكَفِئُ دُونَهُ مَقْهُورةً محْسُورَه .
ذلِكَ أنَّه ليْسَ مِن جنسِ الكلام ، ولاَ تحوطُهُ تقَاطيعُه .
صُفْوَتي الأعزاء ........
وَلَقَدْ كَانَتْ لِتعزَّ هذهِ المَعَاني ، مَعَانِي الرُّوح ، أَنْ تطَالَها الأشْوَاقْ ، أَوْ يَطُوف بِصَفَاهَا عِناقْ ، لَوْلاَ أنَّ في وَتَرِ الإِشَارَةِ ما يُغْنِي ، ولقد وجدت بَيْنَكم في هذه الواحة وأنَا أتنسَّمُ تَحْتَ ظلاَلِها ، وَأرْتَوِي من زلاَلهَا ، مَا يَلِجُ القُلوبَ وَيَعرُجُ بِخفقَاتِهَا ، إلى تِلْكَ الأَلْحانِ السمَاوِيَّة البَديعَه ، النَّزيهَةِ الوديعَه ، ذَلِكَ العالَمُ الفَسِيح ، الذي تسكُنُهُ الرُّوحْ ، وتَنْسَجِمُ فيهِ بمثِيلاَتِها الأُخَرْ .
فَمِنْ أَزَلٍ تعَارفَتِ الأَرْوَاحْ ، وتَنَاجَتْ ، و تَلاَزَمَتْ في عناقٍ أبَدِيْ .
وإذْ - مَنْجَاتُهَا – مُنَاجَاتُهَا ، و إسْرَارُهَا إصْرَارُهَا ، فَقَدْ كَانَتْ محَجَّتُهَا لتَكونَ محَجَّها الأقصى ، و قِصَّتُهَا لِتكونَ سَعَادَتَهَا القُصْوَى .
لَوْلاَ أنَّ الأجْسَاد حلَّتْ ، فكانتِ الغُربَه ، وكانَ ذلكَ النِّسيَان ، وَكَانَتِ اللَّوعَةُ والأشْجَانْ .
وإذْ - أنَاتُهَا – أَنَّاتُهَا ، و عِبَارَاتُهَا عَبَرَاتُهَا ، فقَد كانتْ مشَقَّتُهَا لتكونَ شَقاوتَهَا الكُبْرى .
لَوْلاَ حَنِينُ هذِهِ الأوتَار ، إلى تِلْكَ الأَلْحانِ السمَاوِيَّة البَديعَه ، النَّزيهَةِ الوديعَه .

السَّادَة الكُرَمَاء .......
هَذِهِ مُناجاتي ، خَلَجَاتِي ، إجلاليِ و إكباري ، بلْ أشْوَاقِي أَمُجُّهَا من عُمقٍ إليكُم ، وَأنَا فِيمَا يعْتَلجُ فِي صدرِي - إجْلاَلاً - حِيالَكُمُ ، لا أُحْسِنُ الحَديثَ مِثلَمَا أُحْسِنُ الإِصْغَاء ، فالإِصْغَاءُ لُغَةٌ - وَقَد إتَّسَقَتْ مُفْرَدَاتُهَا ، وَتَنَاسَقَت مُرَادَفَاتُهَا - كَلِمَاتُها ألْطفُ من أجْسَادِ الحُروف ، و أكْثَفُ من أرْواحِ المَعَانِي ،
وَهِيَ عِندَ المُتَحَدِّثين إنصاتٌ بالأَعْمَاق ، وَعِنْدَ المُنصِتِينَ حَديثٌ بالإِطْراق ، وهَكذَا دواليك نَجواك وَاحَةٌ غَنَّاءٌ ، يَمِينٌ كُلُّهَا أيَاديها ، وَناهِيك عَنِ البِشْرِ إذْ ذَاك

.................................................. ........................