(إلى ركعة ستساوي الدنيا و ما فيها)



اعتقيني و اطلقيني من دُنايا
هدهدي روحي و طفي من جَوايا

لملمي ما قد تشظى من فؤادي
لم يعد قلبي و قد صار شظايا

راقبي أزهار عمري كيف تذوي
فاسعفيني قبل أن تذوي البقايا

جددي بالنور و الايمان عمري
و ازرعي قلبي بريحان السجايا

قد سئمت العيش في كرٍ و فرٍ
راكبــاً آثام دربي كالمــطـايـا

كلــما جــربت أن أخطو لذنبٍ
صارت الساعات تشكو من خطايا

كلما حاولت أن أنسى ذنوبي
لم أجد وجهي و حتى في المرايا

ليس لي عزم لأجري من شقائي
كم تمنى القلب لو كنت سوايا

قد حسبتُ العشق أن أحيا طليقاَ
مثل زيرٍ طاف أحضان الصبايا

أو رحيل العقل من كأسٍ لكأسٍ
أو ضياع في مواخـيـر البغــايا

قد حسبت العمر أموالاَ و لكن
طارت الأموال و انهارت قوايا

طفتُ هذا الكون من جحرٍ لجحرٍ
و ارتضيت الإثم بيتا و الدّنايا

فاختفى ما كان نجماَ في سمائي
صرت طيفا لاذ في صمت الزوايا

هل سأعدو من طريقٍ لطريقٍ ؟
علّ هذا القلب يأوي للتكايا

ليست الأوزار إلا ما جنتهُ
في صقيع التيه و الضعف يدايا

أسأل الأيام عني أين أمضي ؟
كيف أجري خلف أوهام شَقايا؟

كم نوى قلبي بأن يأتي ذليلاً
ليت هذا القلب تحييهِ النوايا

كم تمنيت بأن تفنى حياتي
قد مضى عمري و لم تأت المنايا

هل عساي اليوم أصحو من سباتي
هل سيجدي إن أنا قلتُ عسايا؟

لستُ أنسى عندما كنت صغيرا
آيــة قـــد أوّبــتـها شفــتــايـــا

كيف أنسى سجدةً في خلوتي أو
نـــظـــرةً قـد حرمــتـها مـقـلـتايا

خنتُ عهداً قد تخلى اليوم عني
خنتُ تــرتيــلي و آمال صبايا

قال لي الشيطانُ دوما أن اسمي
سوف يبقى فوق جدران الحكايا

غرّني أن لست في البئر وحيدا
كم هوى في البئر معتلٌ سوايا

ليتــنــي كـنت سرابـا أو تـــرابا
ليت هذي النفس تصغي لأسايا

لا أرى في الدرب قلباً يحتويني
أو يَقيني من تدابير الخــفـــايا

ينتهي عمري على جزرٍ و مدٍ
في بحـــارٍ أغــرقت ورد نـدايا

فانشليني يا صلاتي من ذنوبي
و اعتقيني من طواحين الخطايا

البسيني ثوب طهر ليس يبلى
و انقذيني من طوابـيـر العــرايا