‎(سلّم على قبر الرسول)

سلّمْ على قبرِ الرسولِ إذا أتيتَ المملكة

و اسردْ لهُ عن ما جرى لِحبيبةٍ مُتَوعكة

عاشتْ زماناً في عيونِ العاشقين مُدملَكة

في الأمس كانت حرةً و عفيفة مُتَنسِكة

و اليوم تشكو ضعفها بين الكهوفِ المهلِكة

فالقهر يَدْعكُ جسمَها حتى تنام مُدلّكَة

و اللصُ يعصرُ ثديَها و دماؤها مُسْتهلَكة

هي أمة الإسلامِ لكنْ أصبحتْ مُتهتِكة

البومُ يذرعُ جوّها و رمالها مُتَحركة

و شموسها في غفوةٍ و على غيابٍ موشكِة

أبناؤها سَقَطوا جميعاً في حروبِ الصعلَكة

زعماؤها مثل الدمى فوق العروش المضحكة

نقضوا عهود الدين و اعتنقوا عهود الأمرَكة

هم جمّعوا أشلاءهم في وحدةٍ مُتَفكِكة

هم عانقوا الأعداء جهراً في أتون المعركة

هم أغرقوا ماس العقيدة في طقوسٍ مُربِكة

هم صالحوا الحاخام سراً في قصورِ التَكْتكة

هم قدموا القربانَ حبْواً في كنيسِ الكثْلَكة

هم شرّدوا طفل البراءةِ في زقاقِ التهلكة

هم أحضروا الدجّال نجماً في قناةِ الفذْلكة

قالوا لها : لا تخضعي هذي الوعود مُفبرَكة

تبدو لنا مشبوهةً و خبيثةً و مُحنَكة

فتراجعتْ في حيرةٍ و بنظرةٍ مُتَشكِكَة

قالت : دعوني قد سَئمتُ صراخكمْ و الدربَكة

ألِأنني أرضعتكمْ أصبحتُ روحاً مُنهكة ؟

ما كنتُ يوماً لعبة أو دمية مُتحرِكة

و أنا برغم ضياعكمْ بطريقتي مُتَمسِكة

قُلْ للرسولِ إذا نجوتَ من الأسى و المَهْلَكة

انّ الحبيبةَ أمة الإسلام عادتْ مُشْرِكة