بدأة الإصباح *



تغدو بلادي في ندى الأمجادِ
تجني ثمار النصر في الأعياد
تستنشق الفجر المكلل بالمنى
وتبث عزًا في أريج وداد
تستعذب الآلام بين سهولها
فتحيلها فرحًا لكل فؤاد
يبني فخارًا في حدائق سعدها
ويعيد فينا مضي الأجداد
فالعاليات الخالدات من السنا
والغائبات بعيدة الميعاد
تدنو إلى شفةِ الليالي ترتجي
وصلاً يرفُّ بشرفة الأحفاد
أنا مصر شمسٌ لا يُبدَّدُ نورها
لي بدأة الإصباح في الآباد
قصد العلا دربي فأزهر أنجما
شُدت إليها غاية القصاد
لم يبتكر شعبٌ فرائد قبلنا
إنا خُلقنا من ثرى الإفراد
كم ثار شعبي ضد غدر مكائد
كانت تُحاك بيقظة ورقاد
لله شمس ينايرٍ لما بدت
فيها الرجال كطلعة الآساد
هزوا المدائن قائلين ارحلْ وغُرْ
إنا سئمنا الحكم في استبداد
إنا سئما الظلم ظلم أقارب
ظنوا الحياة طويلة الآماد
تاهت بهم عين الصواب وأغفلت
أن القيادة عزمةٌ بجهاد
ضرح الفساد أراه لملم شمله
وأرى مقام القوم في إفساد
ساروا إلى الغوغاء دون دراية
قبروا الحقيقة في حقول رَماد
المصلحون المتقون أولو النهى
القادمون كما السحاب الشادي
هم خير قومٍ للقيادة والرؤى
هم آية في أمتي وبلادي
صبرًا أيا وطني عليهم ربما
بهم الشموخ يكون كالأطواد
يا من يلوك الإفك دون حقيقة
أشعلت نارًا صعبة الإخماد
في كل يوم ثورة نصحو بها
متمسكن كمنسك العُبّاد
يا ثورة الشعب العظمية احذري
فلربما تقعين في الإخماد
خافي على أمل البلاد وشأنها
ودعي نداء الحقد والأحقاد
في وحدة الصف المتينة قبلة
ولوا الفؤاد لنورها المتمادي
بين النقاء ونفحة قدسيةٍ
بقلوب صدق واتحاد أياد
هيا إلى العمل المعلي شأننا
واجلوا ظلام الليل والأصفاد
هذي بلادٌ تستعيدُ شفاءَها
فهبوا الدواء لنيل كلِّ مُراد



* ألقيت أمس في الملحق الثقافي في سفارة مصر دولة الكويت احتفالا بثورة يناير .