ﺃﻃﺒﻘﺖ ﺳﻤﺎء ﺍﻟﺸﻮﻕ ﺃﺟﻔﺎﻥ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻧﺘﻈﺎﺭ ﺟﺪﻳﺪة ، ﻟﺘﻐﺎﺩﺭﺁﺧﺮ ﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻢ ﺍﻟﻠﻴﻠﻴﺔ ﺣﻀﻨﻬﺎ ، ﻣﺘﺄﺑﻄﺔ ﺣﻘﻴﺒﺔ ﺫﻛﺮﻳﺎﺕ ﻣﺒﻠﻠﺔ ﺑﻮﺩﻕ ﺍﻟﺤﻨﻴﻦ ...
ﻟﺘﺘﺒﺎﻋﺪ ﺃﻳﺎﻣﻨﺎ ﺣﺎﻣﻠﺔ ﺷﻄﺮ ﻗﻠﺐ ، ﺗﻤﺰﻕ ﻟﻬﻔﺔ ، ﻛﺤﻠﻢ ﺗﻜﺴﺮ .... ﻭ ﺃﺟﺪﻧﻲ ﻭﺣﻴﺪﴽ ، ﺃﺭﺗﺪﻱ ﺛﻮﺏﺭﺟﺎء ﻣﻬﻠﻬﻞ ، و ﺗﺴﻜﻨﻨﻲ ﻋﺒﺮﺍﺕ ﺫﺍﻛﺮﺓ ﺗﺄﺑﻰ ﺃﻥ ﺗﺼﺪﺃ .
أبحث عن أمل يبدد حزني ، و أنبش الوعد منقبا عن وديعة وهم ... أتمسك بحبائلها الدخانية .
أقتلع حشائش الألم ، و أزرع في تراب اليأس أحلاما ، و أسقيها منى .
ﺗﻨﻮﺡ ﺍﻟﺮﻳﺢ ﻟﺘﺤﻤﻞ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﻬﺎ ، ﺃﻭﺭﺍﻕ ﺣﻜﺎﻳﺔ ٍ... ﻟﻢ ﺗﻨﺘﻪ ﺁﺧﺮ.ﻓﺼﻮﻟﻬﺎ ﺑﻌﺪ .
ﻭ ﺗﺒﻘﻰ ﻣﻘﻠﺔ ﺍﻟﺤﺐ ﺷﺎﺭﺩﺓ ﺗﺘﺄﻣﻞ ﺃﻓﻘﴼ ﺑﻼ ﺍﺗﺠﺎﻩ ، ﺳﺎﻫﺮﺓ ﻳﺆﺭﻗﻬﺎ ... ﺿﺠﻴﺞﺭﺣﻴﻞ ، ﺟﺎﻓﺎﻩ ﺩﻣﻊ ﺍﻟﻮﺩﺍﻉ ،
ﻟﺘﺠﻒ ﻣﺂﻗﻲ ﺍﻟﺴﻜﻴﻨﺔ ، ﻭ ﻳﺮﺩﻡ ﺍﻟﻔﺮﺍﻕ ﺁﺑﺎﺭ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ .
و ما زلت رغم أطنان الأسى ... متشبثا بعهدك الذي تاه بين غمائم النسيان ، ﻣﺘﻌﻠﻘﴼ ﺑﻤﺸﺠﺐ ﻣﻐﺮﻭﺱ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﺭﺽ ﻭ ﺍﻟﺴﻤﺎء ، ﻛﺄﺛﻮﺍﺏ ﺗﻨﺘﻈﺮ ﻣﺠﻲء ﺍﻟﻌﻴﺪ ، لترميها الظنون في خزائن الهجران ، و يحترق الشعور على أريكة الضجر ، متململا من ترنيمة وفاء رتيبة ، أمست بلا نغمات .

أيتها الراحلة خلف ستائر قلبي .. ضيعت في غيابك اتجاهاتي .
سعادتي تشردت ملامحها ، و تاهت في ليالي السهد بسماتي .
نسائم الفجر لم تعد تغازلني ، و سكينة الليل كفت عن مناجاتي .
أراك تمضين و قلبي في حقائبك ، آخذة دفاتر عمري ، و دفء إحساسي ، و أبقى هاهنا وحدي .. أراوح في الضياع ...
أنادم صورتك و ظلي ، أكتسي حلة الذبول ، و أحتسي كؤوس,الوجد و الحرمان .

في غيابك صار الوقت يقطعني ، و عقارب الساعات تلدغني ، ضيعتني الفصول ، و هجرتني المواسم. ..
لم يعد شيء في الوجود يذكرني ، فلا الشتاء عاد يمطرني قلوبا ، و لا الصيف يشدو في دمي.
تساقطت في الربيع أزهار المنى ، و أوراق الأنين لم تبارح في الخريف أغصاني .
أنكرتني خواطري و خاصمتني حروف هذياني ... حتى دموعي غادرت ميناء عيني ،و توغلت كالجحيم نحو أعماقي .
ليجتاح الحنين شواطئي. ، و يغزوني الشحوب
تؤلمني ملامحك العالقة في مخيلتي ... نبرة صوتك ... أشياؤك و كلماتي ، ضحكاتك ... همساتك ... و عبراتي .
عطرك الوفي الذي يحتل أجوائي ...
كل تفاصيلك تسامرني إلا أنت ، و يجافي النوم أجفاني .. ليبقى كل شيء في غيابك ساهرا ، عيناي و المصباح ، و دفاتري و القمر .
أناجي طيفك برعشة شوق ، و أعاتب بعدك بتنهيدة ، و يبقى الحب بيننا وعدا .... و الوفاء في قلوبنا أنشودة