الأميرة والأفاعي

عادت أفاعي الغدر تنفثُ سُمّهــــا ... هل باتت الأشبالُ تأكُلُ أمّهـــا ؟!
إنّ الأفاعي والذئابَ تجمّعــــــــــوا ... حوْلَ الحِمى يتناوبونَ خِداعَهـــا
لبسوا القناعَ وأظهروا مِن مَكرهم ... وكأنهم لن يَنحنوا إلا لهــــــــــا
ماذا دهاكم قومنا ؟ ماذا بكــــــم ؟ ... هل كَادَكم أنّا سنحيي مجدهــا ؟
أفعالكم وخداعكـــــــــــم لم ينطلي ... مهما جرى لن تستبيحوا عرشها
لاتحسبوا أن الشعوب تحبكــــــــم ... إن لم تراعوا الله في أبنائهــــــــا
شاهت وجوهٌ قد بَغت واستكبرت ... وتشدّقت بِنعيقها وبِمالهــــــــــــا
إن أثمرت فالكل يخطب ودّهــــــا ... لمّا شكت وجدت سرابا حولهــــا
أرضي جِنان مُشرقاتٌ صافيــــــة ... تُعطي الجميعَ نعيمَها وثمارَهـــا
ياسَعدهُ مَن يَغترف مِن نِيلهـــــــا ... دوما يعود لِينتشي مِن ثغرهـــــا
أمي وأم الكل مهمــــــــــا أنكروا ... أو أشعلوا نارا لِيَفنَى خيرُهــــــا
أرضي على مَرّ الزمان أميــــرة ... لاطفلةٌ أو دُمية نلهوا بهــــــــــا
مَن ألهمَ الشعراءَ ؟ مَن أوحى لهم ... أن يكتبوا عن حُسنها، عن فضلها؟
مِن أينَ يأتينا الجََفا لِمن عَفــــــا ... عن غدرهِم عن ضَعفِنا ؟ ياحُلمها
هل بَاعها مَن قَال أحفظُ سرّها ؟ ... لَمّا بكتْ هل كان يمسحُ دمعهـــا ؟
يامَن بدأت اليومَ تصرُخُ ساخطا ... ماذا جنت حتى تراكَ تخونهـــا ؟
ياسَائِلي عمّا جرى ؟ ياظالمـــــــا ... ماذا تَرى ؟ إني أموت لأجلهـــــــا
أقسمتُ أن يبقى مُنيرا ليلهـــــــــا ... والصُبح إن يبدو جميلا صُبحُها
فَلْيشهد التاريــــــــــــخُ أنّا لم نَكن ... نَبغِي سُوى عَيشا يليق بنَاسِهــــا
لَمْ نَرضَ ظُلمًا أو فَسادًا قَدْ فَشـــا ... ثُرنا وقُلنا وَيْلكم أعداءَهـــــــــــــا
لَسنا عبيدا كي نُبـــــاع ونُشترى ... نَحنُ الجُنود نَعُفّّها ونَصونُهــــــــا
إن ضاعَ صوت العقل فيما بيننــا ... والعُنفُ سادَ فَمَن تلوموا عِندها ؟
الذِئب يَرجو أن تَغيبوا لَحْظــــــةً ... ينقََضّ فِيها ، لن تقوموا بَعْدها
لَن يَتركََ الميدانَ إلا بَعدمَــــــــــا ... نفنَى جَميعًا أو نُسَلّمَ عِرضَهــــا
إن لمْ تَعودوا مِثلما كنتم معًــــــا ... لَن يبقَ فينا مَن يقولُ أحِبُهـــــــا
المَجدُ كُلّ المجدِ أن تتآلفـــــــــوا ... مِن أجل أن تَبْنوا وَيعلوا نَجمُها
والحُبُ كل الحب ألا تيأســــــوا ... لاتهربوا ، كونوا رجالا حَولها
دُستورنا القرآنُ واللهُُ ربّنــــــــا ... قد خَصّها بالأمنِِ ، حَيّوا جَيشُها
نَحيا كرامًا والرسولُ زعيمُنــــا ... كَمْ حَثّنا ؟ أوْصَى بمصرَ وأهلها