أَرى عَينيك تَعتبُ لا تُجافي
كموج البحر يهمس للضفاف
أراني فيهما عمرا لحزني
ونبعا صافيا يروي جفافي
ضَمَمْتُ جَناحكِ المَمدودَ شَوقًا
وَكنتُ أَنا القَوادمَ والخَوافي
فإنْ أَجدَبتُ أَنتِ الغيثُ يَهمي
على حَرفٍ لَهُ صرتِ القَوافي
فَهلْ لي غَير سَعفَك في نخيلي
وَهَلْ لي غَير حضنك في ارتجافي
وَهلْ لي غير أرض أنت فيهَا
يَقينًا أن حبك في شغافي
شراعُ العمرِ يَمضي في سكوتٍ
الى حيثُ التغرّب في المرافي
أُفَتشُ عنْ جراحٍ لست فيها
وَعنْ حُزنٍ تَمرّغَ في ارتشَافي
وَعَنْ عُصفورةٍ سَكَنتْ بحضني
وَعنْ شَمسٍ تَلظّتْ في اعترافي
فَيا لله هلْ غَربتْ وَتَاهَتْ
وأَضحى الشَهدُ مُرّا في سلافي
ويا للروح إنْ صَاحَتْ بحزنٍ
وَفي الشريانِ ضَجّتْ بارتعَافي
فَلا تَسقي بَقَايا الروح بُعدًا
ولا تَرمي بثَالثةِ الأثافي
فَحسبي الله فيكِ قَتلتِ قَلبًا
بنار الشكِ أَحرقتِ التَصافي
بكثر اللغوَ ما أبقيتِ حُبّا
وأبدلتِ التسَامحَ بالتَجافي
وَأظهرتِ الجُحودَ فَكانَ طَبعًا
وَقدْ بَانَ التَحَاملُ غير خَافِ
فَلا أَسَفًا لعمرٍ لستِ فيه
لأني اليوم أَعلنتُ انصرافي



شعر فارس الهيتي




إلـيــكَ حـنـيـنُ نـقــشٍ لا يُـجـافي
وإن غـامــت بعيـنـيـك الـمـنـافـي
فـفــي المـنـفـى بَقـايـانـا وعـمــرٌ
من التَحنانِ يسـري فـي النطـافِ
فمن لي يا ابـن قلبـي حيـن تنـأى
وينأى البحرُ عن حضنِ الضفافِ
سـوى بعـبـاءةِ الأشـجـانِ سـتـر ٌ
أُداريـهــا وتَفضـحُـنـي الـقـوافــي
قضينـا العمـرَ هجـرا مـا سلـونـا
وكنتَ حجـابَ روحـي وانكشافـي
وكنـتَ البـرقَ فـي بيـداءِ حـرفـي
تَفيـضُ الغيـمَ إن عــزّ اغتـرافـي
فــلا عجـبا اذا مــا طــالَ نَـخـلـي
وطــرَّزَ قـامـةَ الشّـعـرِ الخـرافـي
ولا عجبا إذا ماصـغـتُ روضــي
برغـم العـقـمِ حـولـي و الفيـافـي
لــو الجّـنـات تَـسـكـنُ زارعـيـهـا
لأضحى الوردُ فـي حلـمِ الغوافـي
بـنـيـنـا كـعـبــةً لـلـعـشــقِ فـيــنــا
ليغشانـا الطـوافُ علـى الطـواف
ومــا يمـمـتُ شَـطـرَ الـشـوقِ إلّا
وكــان إلـيـك سعـيـي وازدلافـــي
فكيف يغيبُ رسمـك عـن عيونـي
وكيـف اُّحـلُّ عهـدك مـن شغافـي


شعر ميرفت إدريس