الى ابنتي فرح بمناسبة عقد قرانها



احبسْ دُموعكَ أنَّ الروحَ تنهَملُ
واهجرْ سَمَاءَكَ مَا عَادَتْ بها زُحَلُ
واحزمْ ضُلُوعكَ أنَّ الشمسَ غَاربَةٌ
واكتم أَنينكَ قَدْ ضَاقَتْ بِكَ السُبُلُ
أَتَرحَلينَ عَروسَ الفجر في عَجَلٍ
لِمَنْ صَبَاحيْ؟ ، بِمَنْ عَينَايَ تَكْتَحِلُ؟!
أَتَرحَلينَ وتَبقى الدارُ تَخنقني
أَ تَتْركيني لَهَمٍّ فَوقهُ جَبَلُ
تَمضي السنون وَوَخطُ الشيبِ أَيقَظَني
مَا عُدتَ طِفلاً تَنَبّهْ أَيّهَا الرجَلُ
أَنتِ الصَغيرةُ مَازَالَتْ تُلاعبُني
تِلكَ الأصَابعُ في أَعمَاقِهَا القُبَلُ
ناديتِ باسمي بلا ( بَابَا) فَأسْعَدَني
إنّا صَديقَان بالعينينِ نَتّصِلُ
يا لَثغة السين كِمْ منْ أَحرفٍ نَطَقَتْ
كَأنها النايُ في أصدائهِ الخَجَلُ
هَا قَدْ كَبرتِ ومَا زلتُ الصغيرُ أَنَا
في حضنِ أميَ إنْ هَاجَتْ بيَ العِلَلُ
يَا حِبّةَ الروح فيكِ الروحُ قَدْ زُرعَتْ
والحبٌّ والصدقُ والإيمانُ والأمَلُ
إنَّ الذي فيكِ كالمرآة فيه أَنَا
قَلبَانِ اتحَدا مَا يَومَ نَنْفَصلُ
هَذَا النَقَاءُ بِلَونِ الحبِّ يَغْمرُني
هذي الطفُولةُ في الفُستَانِ تَنسَدِلُ
اللهُ أَكــبَــرُ مِــــنْ حُــســنٍ يَــهُـــلُّ بِــهَـــا
كَالشَمـسِ تَعلُـو بِهَـا الأَنظَـارُ تَنشَغِـل
يَا فَرحةَ العمر في عينيك أَبصرُها
هذا أَبوك برُغم الدمع يَحتفلُ
يَا دَمعةً خَرَجَتْ كالجَمرِ تَحرقني
( وَدّعْ هُرَيرَةَ إنَّ الركبَ مرتَحلُ )