|
تَدَثَّرتُ ليلاً .. مِن لظَى يأسِهِ أشْجَـى |
تمورُ بيَ الأحزان فـي ظلِّـهِ الأدْجَـى |
نسَجْتُ على كفِّي مُنَى الحُـبِّ شامـةً |
ولكنَّمـا الأشجـانُ أحكمَـتِ النسْجَـا |
أحاطَتْ بأكنافِ الجَوى .. ليسَ للجَوى |
نجاةٌ .. .. ولا مِن برْي حمَّتِها يُنْجَـى |
رأتْ في وريدِي خيرَ مـأوى يضمُّهـا |
فخطَّتْ لهَا - فِي وجْدِ لوعتهِ - نهْجَـا |
حلَفتُ لهَا أنَّ الهَـوى شجَّـهُ النّـوَى |
وأنَّ الغرامَ الصَّبَّ في روحِـيَ ارتجَّـا |
وأنَّ رؤى الأشْواقِ .. قد شَـاخَ دلُّهـا |
وأنَّ شعاع العشْقِ فِـي زمنِـي ضَجَّـا |
ومَا عادَتِ الذكْرَى .. تُسَقِّي مرافئـي |
ومَا عادَ غمرُ المزْنِ .. فِي أفُقِي مزْجَى |
فمـا اتضَحَـتْ إلا مكوثـاً .. كأنَّمـا |
دَمِي قد غدا للحزْنِ والأرقِ .. الملْجـا |
وحسْبِي بأنَّ الحُزْن كالليلِ .. لو همـى |
فعند احتلاكِ الليل .. نبْضُ السَّنَا يُرجَى |
وفِي غمرةِ الأنفاسِ .. يَنسَـلُّ شاعـرٌ |
معانيهِ من صدْقِ الهَوى كَمُلَتْ نضْجَـا |
تلحَّفَهُ الطُّوقُ البهِـيُّ .. ومـا خبَـتْ |
شموعُ الهَوى .. والوهجُ يتبعهُ وهْجَـا |
فإن أزجتِ الآلامُ فـي الـرّوحِ بارِقـاً |
فأمواجُ برْقِ الحبِّ .. في خافقِي تُزْجَى |