غادر كآبتي وحزني وعبثي
غادرني لأنك لم تعد تحس وجودي، أنا يا عزيز رحلتي فقدتك منذ أن غنيت اللعنات والشتمات لك، أنا لا أقدس أيامك أنا فقط اشدوها.

تذكرني في ذاك الصباح والنهر يجري والماء من سطوع الشمص يتصاعد عالياً، هناك غادرت روحي عالمك ونشدتها عودة عن قريب وها أنا ذا اقلب اصابعي على الحروف لعلها تسمع ندائي او تقدس سر تواصلنا.

لم يك صدفة ذاك الوجود ولم يك صدفة ذاك الفراق، أنا فقدتك منذ أعلاني الحب للجميع، فقدتك منذ ان وهبت نفسي للجميع، فقدتك منذ أن أمنت بأن الله يعطي ويعاقب، فقدتك منذ أن آمنت بأن دائماً هناك نهاية وفعلاً نهايتي حيث فقدتك.

لا تعد وانت مشفق علي، ارجوك لا تعد إلا عندما تجدني وقد ولدت لا اخشى أن أقول أحبك لأمي، ارجوك لا تعد الى وقد اعلنت لا ولاء ولا براء ولا اقتداء، ارجوك عد عندما احتاج إليك، طعنت نفسي عندما كرهتك ودعتيتك تذهب دامع العينين.

قل لجميع الطيور أن يوقفوا تغريدهم فما عدت اغني لحنها فالصحاري وحدها من تشاطرني ذاك اللحن الدفين في اعماقي وذكرياتي وحياتي.

بحت بجميع ما أملك وحدك يا رغباتي، قاسيت الليل وصارعته، انا لا احب خلوتي ولا وحدتي ولا صفائي، انا احب كبريائي احب عنفي احب صرخاتي احب هفواتي، انا لم اغفر لانا ابدا ما دامت لعنتي تتعايش معي، يا خناجر الحقراء غادريني يا سيوف الذل اطحنيني، وددت لو شربت سماً زعافاً وغادرت كل اشيائي لابقى فقد هكذا اشهد واشهد واشهد وانا الشاهد الذي لا شهادة له فهو لم يرى ولم يسمع ولم يحس ولم يذق ولم يتلوى.

اهجروا ذاك العجوز في فكره، اهجروني واحرقوا جميع نيرانكم فيني ولا تجعلوها من حولي فانتم تزيدون عذابي، انا لست سيئا، ولست صالحا لأنني لا اعرف كيف الصلاح وكيف السوء عندكم، فسوء احدكم صلاح عند آخر من جنسكم، ارجوكم دعوني اتركوني لا تلوموني فقط دعوني هكذا بلى شيء.

قف يا حبيبي تعال بين احضاني خذ الحياة ودعها هناك وتعال نناقش هذا الموت فينا، ولكنني اخشاه!!
تعال ولتخشاه ولتخشى كل شيء تعال هنا في الموت يا صديقي، تعال عشه معي، وهل للموت عيش؟؟ وكيف يولد من لم يمت وكيف يحيى من لم يمت؟
انت سخيف الحياة يقال انها سهلة حلوة شقية طاهرة لم تداعب يوما ذاك الشاب المتسكع الذي يسمونه الموت، لا تصدق يا عزيزي فهي قد تزوجته منذ ولادتها وتعاهدا دوماً ان يتواجدا هناك بنفس القدر والمساحة.

أحبك لاسبابي ، انا أحبك يا أنا لأسبابي، دعني اذا صنفته حبا انانيا، دعني لست محتاج للنصائح القذرة في كثرتها، الصالحة في ظاهرها، لا أريد نصحا ولا خبزا ولا حلما فقط دعني هكذا حراً وحدي، دعني أهيم، دعني ابكي دعني اتشرد دعني اتوحد دعني افسق دعني دعني دعني.


معاذ الرفاعي
24/2/2014م
6:54م