أنائحٌ أنتَ أم ردّدْتَ ألحانا فَصَوتُكَ العَذبُ يحكي الحزنَ أحيانا
وهل لِلحنٍ جديدٍ جئْتَ تَطْلُبني أمْ هَلْ لِحُزنٍ عَميقٍ فُضتَ أحزانا
يا طائرَ الحبِّ والأشواقِ هل نَفَدَتْ منكَ اللُّحونُ فلمْ يُلْهِمْكَ ملقانا
ما إنْ عَهِدْتُكَ في نيسانَ مُكْتَئباً ولارَأيْتُكَ مثلَ اليومِ حَيْرانا
فَفَصِّلِ الذِّكْرَ واسْتَرْسِلْ على أمَلٍ ولا تَخَفْ لِدَواعي العَذْلِ إنْسانا
نَفَّرْتَ مِنِّيَ أحْلاماً مُغَرِّدَةً فَليْسَ تَسْكُنُ بعدَ اليومِ
يا طائِري وَلَكَ الأجْواءُ قاطِبَةً ما أنْتَ وَحْدَكَ مَسْجوناً بِدُنْيانا
الصَّمْتُ والحُزْنُ مِنْ حَوْلي وَبَيْنَ يَدي وَحَسْبُكَ الهَمُّ في رأسي وقد هانا
وَلي بِغابِرِ عِشْقي كلَّ قاصِمَةٍ أقَمْتُهُنَّ على الايام سُلطانا
ما غَيَّرَتْني الليالي رَغْمَ قَسْوَتِها بل أرْهَفَتْني أحاسيساً وَوِجْدانا
ولوْ سَرَدْتُ عليكَ اليومَ تَجرُبَتي مع العراقِ مَلَأْتَ الجوَّ شُكْرانا
هلْ آدَكَ الخَطْبُ من بغدادَ أعْظَمُهُ أم هَمَّكَ العُرْبُ مِمَّنْ ذَلَّ أو خانا
أمّا أنا فالأسى تَسْعى بِهِ قَدَمي كَمُبْحِرٍ ما دَرى لِلبَحْرِ شُطْآنا
قد عِشْتُ كارِثَةً في حُضْنِ كارِثَةٍ يا وَيْحَ قلبي مِنَ الأعْرابِ كَمْ عانى
فَبُثَّ شَكْواكَ عِنْدي يا ابْنَ أُغْنِيَتي فَرُبَّما شابَهَتْ بَلواكَ بلوانا
وَرُبَّما يَأنَسُ القلبُ الكَئيبُ بِها فَيَنْثَني ساعَةً كالطِّفْلِ جَذْلانا




رد مع اقتباس