تبعثرني أيادي الحبِ دومًا
وتجمعني على أنقاضِ ذاتي
وتحملني رياحُ الشوقِ وجدا
وتلقيني بحضنِ الذكرياتِ
فارحلُ في سنينٍ خالياتٍ
ويستشري الحنينُ بمفرداتي
ويلثمُني رداءٌ فاح عطرا
ويأخذني لحضن المرضعاتِ
فتلقفني ايادٍ حانياتٌ
وتسقيَني حليب المكرماتِ
فأرحل في عروقٍ تحتويني
وأُتعب في السُرى كل الجهاتِ
تهلّل نبضها حين افتراشي
مساحات العناءِ بأمنياتي
ويشفق حين يحضنني بشوقٍ
على شوقي حنانُ الأمهاتِ
فتُقبل كالحياة بكل حبٍ
وتُطرق إن دنا عنها التفاتي
وتخشى إن نويتُ لها عناقا
عُدولاً ان تراءت مغرياتي
فتشعلُ في الخطى الحانَ شوقٍ
وتذكيه بسيل الأغنيات
وتلحظ موضع الأقدام عينٌ
تَرقرق بالدموع السائلاتِ
تعوّذني من الحسّـاد أمٌٌ
رؤومٌ بالرواح وبالغداةِ
تقدّم خطوةً وتضيءُ أخرى
أنا ذخرُ الليالي الحالكاتِ
وتجذبني عن الأخطار حرصاً
وأبكي حين يُغريني انفلاتي
فتنشر ملفعاً لتلمّ عمراً
تناثر في الدروب الشائكاتِ
وتمسحُ رأسي العاتي بحبٍ
يلملمُ في أناملها فُتاتي
فيا أمي .. هوائي .. بل ومائي
وبدري في الليالي المقمراتِ
ويا أمي حنينا فاحَ نشْرا
فجودي ياعبير الامسياتِ
وصوغي لي جمالَ العشقِ لحنا
يسيلُ على شفاكِ الخالداتِ
ِوصوغيني وليدا من جديدٍ
اذ القبلات أهدتْ لي حياتي
وزوريني ودقّّي بابَ حُلْمي
وأَصْغي كي تغّنيني شكاتي
خذيني جمرةً في كفّ يأسي
أنا الحمّى سرت بتزفّراتي
أحنّ للمسةٍ من برد حبٍ
تسافر في الحنايا المُجمراتِ
وتوصلني الى بركان شوقٍ
تَفجّر في الضلوعِ الحانياتِ
فأُهرق من محاجرها دموعي
وأسرجُ صهوة الحلُم المُواتي
وتَلقيني ومابلّلت ريقا
وقد اوردْتني عذبَ الفراتِ
وتلقيني وما أُطعمتِ زادا
سوى منقوع مرّ الحادثات ِ
وتلقيني ومالكِ من دعاءٍ
سوى يارب فاكلأ لي نباتي
أيا ربي جُنى عمري شقاءٌ
فنقّحه وأوهبه بناتي
وتَلقيني وما زالت يداك
تنظّر للعطايا في الصلاةِِ
تعانق وجنتيكِ عيون وجدي
وترسم فيها قدسيّ الصفات ِ
منحتِ العمرَ اشراقا بهيا
وآثرْتِ السنينَ القاسياتِ
رددتُ المكرمات عليكِ بؤسا
وأبليتُ الليالي المزهراتِ
ولمّا جئتُ كي أزجيكِ شكرا
خجلتُ من الهدايا والصِلاتِ
فدومي أمّ في قلبي وريدا
به تحْيين مادامتْ حياتي
فإن متُّ احتويتكِ في ضلوعي
الى أن يحتوي قبري رفاتي
ومن قلبي تسامَي فوق قبري
ويبقى الجذرُ في عمقِِ الفلاةِ



دموووع ( بشائر)